في ذكرى إلقائها الـ 77 … قنبلة هيروشيما الوجه الإجرامي الحقيقي لواشنطن

في السادس من آب عام 1945 كانت اليابان والعالم بأسره على موعد مع افتضاح الوجه الحقيقي الإجرامي للولايات المتحدة التي ألقت دون تردد أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما وأتبعتها بعد ثلاثة أيام بقنبلة أخرى على ناغازاكي لتكون بذلك المسؤول الرئيسي عن أكبر كارثة إنسانية وبيئية شهدها القرن العشرون خلفت ضحايا ومصابين تتجاوز أعدادهم 200ألف نسمة وأضراراً مادية وبيئية ما زالت آثارها ماثلة حتى يومنا هذا.الطيار الأمريكي بول تيبيتس تولى مهمة إسقاط القنبلة الذرية التي سميت حينها (الولد الصغير) ووصفت في أعقاب تداعيات الكارثة التي أحدثتها بأنها “القنبلة التي غيرت العالم” بقوة تفجيرية بلغت حسب التقديرات 20 ألف طن من مادة (تي ان تي) شديدة الانفجار وكانت درجة الحرارة عند نقطة انفجارها عدة ملايين درجة وأحدثت موجة هائلة أدت الى تدمير المباني وسقوط عشرات آلاف الأشخاص كجثث هامدة على الأرض بشكل فوري.ورغم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما رفضت حكومة اليابان آنذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بالاستسلام فأعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي بعد يومين من قنبلة هيروشيما حيث أدت هذه الكارثة أيضاً إلى مقتل نحو 80 ألف شخص وهو ما أجبر اليابان على توقيع وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر أيلول 1945.وفيما يستذكر اليابانيون ضحايا القنبلتين وآثارهما التدميرية التي تنوعت وتعددت بحسب الخبراء ابتداء من إذابة الزجاج والرمال وحرق جثث البشر وصولاً إلى الأمراض الخطيرة التي أدت إليها الانفجارات المشبعة بالمواد الانشطارية المشعة والأضرار البيئية التي تمنع نمو النباتات والأشجار تؤكد الأدلة التاريخية من المحفوظات الأمريكية واليابانية أن اليابان كانت ستستسلم في آب من عام 1945 بكل الأحوال حتى لو لم يتم القصف بالقنابل الذرية وتثبت الوثائق أن ترومان وأقرب مستشاريه كانا يعرفان ذلك ولعل أكبر دليل على ذلك ما كتبه رئيس أركان الأخير الأميرال وليام ليهي في مذكراته حيث اعترف بقوله “استخدام هذا السلاح الهمجي في هيروشيما وناغازاكي لم يكن مفيداً مادياً في حربنا ضد اليابان.. تمت هزيمة اليابانيين بالفعل وهم مستعدون للاستسلام.. وبكوننا أول من استخدمه فقد اعتمدنا معياراً أخلاقياً مشتركاً مع البرابرة في العصور المظلمة”.

سانا