عراب الترانيم الحديثة… المايسترو حسام الدين بريمو إلى مثواه الأخير بدمشق

كياسمينة عطرة نثرت عبيرها في فضاءات الزمن وسافرت إلى مرقدها الأخير مخلدة شذا الحب والسرور غادرت روح الراحل القدير المايسترو حسام الدين بريمو بعد مسيرة فنية غنية غير تقليدية حيث شيع جثمانه اليوم بحضور جمهور كبير من الأهل والأصدقاء وحشد من المثقفين وعشاق الموسيقا.

موكب تشييع الراحل القدير بريمو انطلق من مشفى الطلياني مروراً بمبنى دار الأسد للثقافة والفنون وزار جثمانه على أكتاف جمهرة من أحبابه بلاط الدار التي قضى معظم عمره بين تفاصيلها ينثر ألحان الحب والفرح ويرسم الابتسامة في قلوب زوارها ومن ثم مر الموكب على نقابة الفنانين ليحط رحاله في كنيسة سيدة دمشق حيث رافقته تراتيل من الحب ودموع الحزن والأسى على رحيله عبر ساعتين من الزمن ومن ثم وارى الثرى في مدفن الروم الكاثوليك في حي باب شرقي.

وبحروف من الألم على فقدان قامة موسيقية كبيرة أعرب عدد من أصدقائه وأحبابه عن حزنهم لرحيل زارع الحب والسلام كما وصفوه حيث أشار المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون المايسترو آندريه معلولي إلى الروح الجميلة والطاقة الإيجابية العالية التي تميز بها الراحل الكبير وأنه كان خير معين وصديقاً أصيلاً مبيناً أن حبه وشغفه بالموسيقا كان سبباً وحافزاً كبيراً لمحاولة تغلبه على المرض لفترة طويلة حيث عاد إلى عمله بعد انقطاعه عدداً من الأشهر وبعد فترة وجيزة اجتث المرض الخبيث جسده من بيننا وبقيت روحه وأثره العطري خالداً في قلوبنا إلى الأبد.

وذكر معلولي في تصريح لمراسلة سانا أن رحيل بريمو خسارة كبيرة وغصة ألم لأنه أحد أهم افراد العائلة الموسيقية في دار الأسد حمل راية الموسيقا الأكاديمية الراقية وعمل على ترسيخها في قلوب واسماع السوريين بدءاً بالأطفال وانتهاء بالكبار حيث أسس أجيالا من الموسيقيين المحترفين الذين انطلقوا لنشر الموسيقا في أرجاء العالم بكثير من الحب والشغف لرسم صورة سورية العريقة في دول الاغتراب.

من جهته قال عميد المعهد العالي للموسيقا المايسترو عدنان فتح الله أن العزاء الكبير هو لسورية ولكل الموسيقيين وأعضاء الجوقات بخسارتهم صاحب مشروع فني أحدث فرقاً كبيراً في العالم الموسيقي مشيراً إلى العلاقة العميقة التي جمعته مع الراحل بريمو والإيمان العظيم بالغناء الجماعي والكورال الذي زرعه في نفسه وفكره.

وأضاف فتح الله: إن ابتسامة الراحل بريمو وحرصه على نشر المحبة والسلام حتى في أقسى الظروف كانت همه الدؤوب إضافة إلى تأسيسه وبنائه لفكر الغناء الجماعي من خلال الجوقات المتعددة التي عمل عليها من جوقة لونا إلى جوقة الشام التي جمعت كل الأعمار.

ولفت نائب نقيب الفنانين المايسترو هادي بقدونس إلى أهمية الإرث الفني الكبير الذي تركه الراحل وأنهم سيعملون جاهدين على استكمال مشروعه للغناء الجماعي والكورال مبيناً أن بريمو غائب بجسده وحاضر بكل معاني الحب والوفاء للأثر الخالد كمرب وأستاذ وأب روحي عظيم.

وتحدث أمين سر نقابة الفنانين في ريف دمشق محمد زغلول عن المسيرة الفنية التي بناها الراحل وقدرته على التعامل الموسيقي مع الأطفال وتعليمهم أصول الفن الموسيقي الراقي والأصيل واصفاً إياه بالموسيقي الكبير والمجتهد والمعطاء والمؤسس للأفكار الموسيقية الإبداعية.

وعبرت عشتار طعمة تلميذة الراحل في جوقة الشام ذات الـ 19 عاماً عن حزنها الشديد لفقدانها أستاذها مبينة أن عبق روحه سيبقى خالداً في قلبها وقلوب جميع طلابه مع ذكرياتهم الجميلة.

يشار إلى أن المايسترو حسام الدين بريمو ابن مدينة دمشق عام 1962 التي تربطه بها علاقة حب تسير به روحياً أما مشروعه الذي خلده فهو إحياء الغناء الجماعي وما يحمله من قيم موازية للقيمة الفنية وهي قيم تربوية وتنموية عبر جوقة لونا للغناء الجماعي.