باتت محافظة حماة اليوم أكبر سوق للجرارات والمعدات الزراعية وذلك لموقعها المتوسط لعدد من المحافظات الزراعية ولا سيما إدلب حمص وحلب وخاصة مع عودة الأمن والاستقرار وتعافي القطاع الزراعي الذي يشكل فيه استخدام التقانات الزراعية عامل رفع لكفاءة الإنتاج والاعتماد على الآليات لتحسين كمية ونوعية الإنتاج الزراعي واختصار الوقت والجهد.
وبين مهدي العلي صاحب شركة الهدى التجارية بمنطقة سلحب في تصريح لمراسل سانا أنه مع بدء تعافي وعودة النشاط الزراعي إلى المناطق المحررة بدأت الشركة بتوفير الجرارات والآليات ومن ثم أخذت في توسعة العمل ليشمل أكثر من 30 آلة زراعية من جرارات إيطالية وإسبانية الصنع وهي الوحيدة على مستوى سورية التي تعنى باستيراد هذا الطرز من الجرارات فضلاً عن غيرها من آلات بذار آلية وقلع آلي لمحصول البطاطا والفستق السوداني ومرشات مبيدات وأدوية زراعية وعزاقات متنوعة ومتعددة الأغراض ونثارات حبوب وسكك فلاحة وقلاب علاوة على إدخال بعض التعديلات على الجرارات وجعلها متعددة الاستعمال من الأعمال الزراعية وتزويدها بأدوات لاستخدمها بنفس أعمال آلة التركس وتعزيل الأتربة وإقامة السواتر الترابية والسدات.وأشار إلى إطلاق عدة مبادرات لدعم المزارعين الذين تضررت آلاتهم ومعداتهم الزراعية جراء الأعمال الإرهابية وتقديم التسهيلات وتأمين كل ما تحتاجه الجرارات المتضررة من قطع تبديل وصيانة بشكل مجاني وفي بعض الأحيان استبدال الجرار بآخر جديد فضلاً عن التعاون مع المصرف الزراعي والتسهيلات التي تقدمها إدارة الشركة للراغبين باقتناء الجرارات والمتمثلة بمتابعة إجراءات الاكتتاب والتسجيل حتى عملية تسليم الجرار.من جانبه بين أحمد زعير باني مسؤول قطع التبديل والصيانة في شركة الهدى أن مراكز الصيانة متوافرة في جميع مناطق المحافظة لافتاً إلى أن هناك مساعياً جادة لتوطين صناعة المعدات الزراعية ونقل الخبرات والتجارب لأكبر الشركات العالمية في هذا المجال ولا سيما في ظل الإقبال الواسع من قبل المزارعين بعد أن ثبت لهم جودة الجرارات وقوة تحملها إضافة إلى سعرها المنافس.
وبين رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم أن هناك إقبالاً واسعاً من مزارعي حماة على الاكتتاب لشراء الجرارات الزراعية عن طريق فروع المصرف الزراعي حيث يكتتب كل مزارع على الجرارات بمختلف الأصناف والطرازات ويدفع سلفة مالية قيمتها 30 بالمئة من قيمة الجرار لافتاً إلى عودة الأمن والاستقرار إلى أرياف إدلب الجنوبي وحمص وحلب وتحريرها من رجس الإرهاب بالتوازي مع عودة النشاط الزراعي ما جعل حماة مقصداً وسوقاً يعد الأكبر على مستوى سورية للجرارات والمعدات والأدوات الزراعية.ولفت مدير المصرف الزراعي التعاوني في حماة بسام الحلبي إلى أن قيمة القروض الممنوحة منذ بداية العام الجاري ولغاية تاريخه تجاوزت 10 مليارات ليرة ولا سيما القروض المتوسطة والطويلة للقطاعين الخاص والتعاوني مشيراً إلى أن هناك إقبالا من المزارعين على التقدم بطلبات القروض الزراعية التي أعادت الحياة الى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بعد أن دمرت الاعتداءات الإرهابية البنية التحتية اللازمة للإنتاج الزراعي في عدد من مناطق ريف المحافظة الشمالي والجنوبي.وأضاف إن هذه القروض عملت على تنشيط القطاع الزراعي وتحسين إنتاجيته بشقيه النباتي والحيواني من خلال تمويل المشروعات الصغيرة وتوفير رأس المال اللازم لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كالجرارات وشراء معدات زراعية والاستثمار في مشروعات صغيرة تسهم بتحقيق الاكتفاء الذاتي ورفد السوق المحلية بالمنتجات الزراعية والحيوانية.
سانا