بوتين: واشنطن تتدخل بشؤون الدول وتحاول الحفاظ على هيمنتها في العالم

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع في العالم يتغير بشكل ديناميكي حيث إن المزيد من الدول الآن تختار طريق التنمية السيادية وترفض الهيمنة الغربية مضيفاً “على الغرب أن يعي أن زمن أحادية القطب انتهى وأن العالم متعدد الأقطاب هو لمصلحة الجميع”.

وقال بوتين في كلمة له اليوم عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي إن الأوضاع في العالم تتغير وتتشكل منظومة جديدة مبنية على تعدد الأقطاب لكن الدول الغربية تحاول الحفاظ على الهيمنة بتأجيج الأزمات والنزاعات وتقويض مسارات التطور والتنمية.

وأوضح بوتين أن الولايات المتحدة تتدخل بالشؤون الداخلية للدول لإجبارها على تنفيذ أجنداتها وتعمل على إشعال فتيل الأزمات في آسيا وأفريقيا وأنها وحلفاءها الغربيين يشكلون تحالفات عسكرية جديدة ويعملون على توسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقاً بذريعة تعزيز الأمن ولكن في الواقع يحدث العكس تماماً ويتم تقويض الأمن في أوروبا.

وبين بوتين أن تجاهل الغرب لمبادرة الضمانات الأمنية التي قدمتها روسيا يثبت أنه يحتاج فقط للأزمات حيث حول أوكرانيا إلى ساحة للحرب من خلال تقديم الأسلحة ودعم النازية الجديدة فيها لافتاً إلى أن هذه الظروف دفعت روسيا لبدء عمليتها العسكرية الخاصة بما يتفق تماماً مع ميثاق الأمم المتحدة لحماية أهالي دونباس وتعزيز أمنها.

وأشار بوتين إلى أن نموذج العولمة الحالي للعالم محكوم عليه بالفشل بغض النظر عن مدى تمسك المستفيدين منه بالوضع الراهن وأنه على الغرب أن يعي أن زمن أحادية القطب انتهى لأن هناك الكثير من الدول ترفض الهيمنة الغربية وتختار طريق التنمية السيادية مشدداً على أن روسيا ستواصل تعزيز قدراتها العسكرية والعمل جنباً إلى جنب مع حلفائها والدول ذات التفكير المماثل على تحسين الآليات الراهنة للأمن الدولي وبناء عالم متعدد الأقطاب يضمن حقوق ومصالح جميع الشعوب ويفتح فرصا جديدة لمكافحة التهديدات المشتركة.

ولفت بوتين إلى أن الولايات المتحدة تحاول صرف انتباه مواطنيها عن المشكلات الحادة بينما تحاول النخب الغربية زيادة المشاكل الاجتماعية في العالم من خلال زيادة نسبة الفقر في الدول الأخرى وفرض العقوبات على روسيا والصين اللتين ترفضان الضغوط الخارجية وتدافعان عن رؤيتهما في تبني تنمية سيادية.

وبشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان قال بوتين “إن هذا ليس سوى استفزاز مخطط له بعناية وهي استراتيجية أمريكية مدروسة لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة.. زيارة بيلوسي لتايوان ليست مجرد رحلة فردية لسياسي غير مسؤول بل هي استعراض وقح لعدم احترام سيادة الدول الأخرى”.

من جهته شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال كلمته في المؤتمر على أن روسيا مستمرة بتقديم الدعم لسورية في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه مشيراً إلى ضرورة عدم التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية ودعم جهود حل الأزمة فيها سياسياً.

وبخصوص العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا أوضح شويغو أن “بدء هذه العملية يمثل نهاية العالم أحادي القطب حيث أصبحت تعددية الأقطاب واقعاً وحقيقة” مشيراً إلى أن الأقطاب في هذا العالم تحددت بوضوح والفرق الأساسي بينها يكمن في أن بعضها يحترم مصالح الدول ذات السيادة ويأخذ في الاعتبار الخصائص الثقافية والتاريخية للدول والشعوب بينما البعض الآخر يتجاهلها.

ولفت شويغو إلى أن حلف الناتو أصبح أكثر عدوانية وحاول التوسع شرقاً قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ويعمل على إطالة أمد المواجهة ويتحمل مسؤولية قتل المدنيين بتقديم الأسلحة لكييف ودعم النازية فيها موضحاً أن هذا الدعم الغربي والتخطيط الأمريكي والبريطاني لعمليات الجيش الأوكراني لن يؤثر على سير العملية التي ستتواصل حتى تحقيق جميع أهدافها.

وأشار شويغو إلى أن الأمن العالمي يتدهور جراء الممارسات الغربية مبيناً أن هناك مخاطر كبيرة في تركيز تحالف أوكوس “أمريكا وبريطانيا وأستراليا” على تطوير أسطول غواصات نووية في أستراليا حيث سيكون لذلك تأثير سلبي معقد على الأمن العالمي والإقليمي وسيهيئ الظروف لتقويض معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وأوضح شويغو أن كل ما يروجه الغرب عن استخدام روسيا صواريخ ذات رؤوس كيميائية أو نووية تكتيكية في أوكرانيا عار عن الصحة مشدداً على أن الغرض الرئيسي من الأسلحة النووية الروسية هو ردع هجوم نووي.

وأشار شويغو إلى أهمية مؤتمر موسكو الدولي العاشر للأمن في تعزيز الأمن والاستقرار في العالم مؤكداً أن المشاركة الدولية الواسعة فيه تعكس بوضوح ذلك وتعكس فشل محاولات الولايات المتحدة وأوروبا عزل روسيا.

سانا