النادي الموسيقي باللاذقية يحتفي بالذكرى الـ 16 لرحيل الموسيقار محمود العجان

أربعة أجيال موسيقية اختار من خلالها النادي الموسيقي باللاذقية الاحتفاء بالذكرى الـ 16 لرحيل أحد كبار مؤسسيه الموسيقار محمود العجان ويستحضر معها بعضاً من الإرث الموسيقي لقامة موسيقية انتمت من خلال إبداعها في التأليف والتدوين والبحث لعصر كبار الموسيقيين وشكلت لأكثر من نصف قرن من العطاء حالة متقدمة في التجديد الموسيقي والحفاظ على التراث.

الحفل الذي استضافته دار الأسد للثقافة باللاذقية ويأتي بالتعاون مع مديرية الثقافة فيها قدمت من خلاله الفرق الموسيقية التابعة للنادي موسيقا آلية من تأليف العجان افتتحتها فرقة الشرق بقيادة الموسيقي بسام يوسف بمقطوعات “استقبال ومن وحي الأندلس وبطولة”.

وقدمت فرقة قيثارة بقيادة الموسيقي فؤاد حيدر مقطوعتين من الموسيقا الكلاسيكية العالمية على آلة الغيتار لتختتم فرقة نهاوند بقيادة الموسيقي حسن طحان الحفل بمقطوعتين للعجان لهما حضور خاص وهي سماعي حجاز كار كردي وناديا.

النادي الذي ساهم الموسيقار العجان بتأسيسه عام 1946 ليكون بذلك أول ناد موسيقي في الشرق الأوسط حرص وفق رئيسه الموسيقي طحان أن يكون الحفل تحية حب لعلم من أعلام الموسيقا شكلت مؤلفاته الموسيقية تجديداً كبيراً في الموسيقا العربية.

ورأى طحان في تصريح لمراسلة سانا أن الموسيقار العجان باق حياً بيننا طالما الأجيال المتعاقبة على وعي واتصال موسيقي وهذا ما سعى إليه الحفل في تقديم مؤلفاته من خلال أربعة أجيال تمتد أعمارهم من سبع سنوات لما فوق السبعين في تتابع أجيال موسيقية بما يؤكد على استمراريته واستمرار عطائه الموسيقي.

الباحث الموسيقي زياد عجان بين أهمية الحفل الذي يقدمه النادي الذي تأسس أول مرة عام 1932 ليتوقف أثناء الحرب العالمية الثانية ويعاد تأسيسه من قبل قامات موسيقية كبيرة كالراحل محمود العجان وجبرائيل سعادة عام 1946 ليشكل نبراساً للموسيقا كأول ناد موسيقي في سورية والشرق الأوسط.

وتحدث الباحث عن الموسيقار العجان أستاذ الأجيال الذي بقي في التدريس الموسيقي طيلة 52 عاماً وأثرى المكتبة الموسيقية العربية بالعديد من المؤلفات والأبحاث التي تعتبر من أهم الكتب في مجال البحث الموسيقي كاشفاً عن وجود مخطوطات للموسيقار العجان يعمل على تدقيقها حالياً لطباعتها.

وأشار مدير الثقافة باللاذقية مجد صارم إلى أهمية أن تقدم أربعة أجيال موسيقية أعمالاً مختارة من مؤلفات الموسيقار العجان ما يسهم بالحفاظ على إرثه الموسيقي ونقله إلى الأجيال ليتعرفوا على إنجازات وإبداعات كبارهم.

وبين صارم حرص وزارة الثقافة على تكريم مبدعيها ومن بينهم الموسيقار العجان الذي أسست الوزارة معهداً لتدريس الموسيقا يحمل اسمه كما أطلقت اسمه على إحدى قاعات دار الأسد باللاذقية وأطلقت ملتقى موسيقياً سنوياً باسمه مشيراً إلى حرص مديرية الثقافة على أن تكون حاضرة دوما لتبني أي مبادرة أهلية ومجتمعية تهدف إلى تفعيل النشاط الثقافي والحفاظ على التراث.

الحفل الذي شهد كلمات في الراحل لبعض أصدقائه كرم مجموعة من الأساتذة الموسيقيين في النادي على عطائهم المميز والمساهمة بتخريج أجيال موسيقية.

والباحث الموسيقي محمود العجان 1916-2006 عازف وملحن وباحث له الكثير من المؤلفات الموسيقية.. حرص على حفظ التراث الموسيقي العربي عن طريق التدوين الموسيقي كما ساهم في تأسيس العديد من النوادي والفرق الموسيقية والغنائية.