منذ خرج من بيته في مدينته دمشق حاملاً داخله بعضاً من المعرفة بالموسيقا وكثيراً من الحب لها وتأثره بوالده المرنم في الكنيسة وحتى اليوم الذي أصبح فيه مايسترو موسيقيا قاد جوقات عدة ومر بمنعطفات رسمتها الأقدار له لتغير مسار حياته وتدفعه لتحقيق حلمه الذي جاراه منذ كان طفلا ليذاع صيته بعد ذلك ويصبح ذا شأن موسيقي قل نظيره.. إنه المايسترو حسام الدين بريمو.
ابن مدينة دمشق عام 1962 والتي تربطه بها علاقة حب تسير به روحياً حسب قوله.. حائز على الشهادة الثانوية الفرع العلمي عام 1980 وبعدها تخرج في المعهد المتوسط الهندسي عام 1982 ثم عمل ممثلاً مسرحياً في العديد من الفرق المسرحية وخاصة فرقة المسرح الجامعي بجامعة دمشق لست سنوات بين عامي 1984 و1990 ليتابع دراسته في المعهد العالي للموسيقا بدمشق من 1991 إلى 1997 وبعدها دخل مجال الغناء الكلاسيكي وتتلمذ على يد الأستاذة غالينا خالدييفا.
وشارك المايسترو بريمو في عدد من الفرق والجوقات حيث عزف (الأوبوا) مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والتي تعلمها على يد الأستاذ فاغيف باباييف وكذلك غنى مع جوقة المعهد العالي للموسيقا كمغني تينور (إفرادي وكورال) تحت إشراف الأستاذ فيكتور بابينكو ومع فرقة الموسيقا العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقا تحت إشراف الأستاذ حميد البصري حيث شارك معها في مهرجان الموسيقا العربية بالقاهرة عام 1994.
المايسترو بريمو أحب الغناء الجماعي فترك خلفه آلته الأساسية التي تعلمها (البوق الإنكليزي) وأسس جوقات بأعمار مختلفة منها جوقة (لونا) والتي تضم خمسة كورالات وأوركسترا بالإضافة لجوقات أخرى كجوقة (قوس قزح) و(ألوان) و(ورد).
وتقلد بريمو عدداً من المناصب حيث أصبح وكيل المعهد العالي للموسيقا بدمشق ومدرساً فيه ومن ثم مدرس في كلية التربية بدمشق ومدرس في كلية (مار أفرام السرياني) للاهوت بمعرة صيدنايا ومدرب وقائد جوقة كلية مار أفرام السرياني وبعدها معاون مدير دار الأسد للثقافة والفنون.
وقدم عدداً كبيراً من المقامات والترانيم والأغاني ومن أعماله مقامات الآذان (حجاز وراست وبيات) إضافة لترانيم الفصح المبنية على الهزام والموجودة بكل كنائس الشرق وكذلك أغاني عيد الميلاد المبنية على العجم.
ودرب العديد من الجوقات منها كورال أطفال المعهد العربي وجوقة دير مار أفرام السرياني وجوقة فرقة زنوبيا وجوقة أوركسترا زرياب بالإضافة لجوقة لونا للغناء الجماعي التي تضم عدة جوقات داخلها.
ويحمل المايسترو بريمو على عاتقه مشروع الغناء الجماعي في سورية ويقدم له عملا يتجاوز إمكانات الفرد عادة ليصل لما يشبه المؤسسة المتكاملة فهو مؤسس ومشرف على أكثر من خمس جوقات للغناء الجماعي ويعمل مع مغنين من عمر أربع سنوات وصولاً لأعمار تتجاوز الخمسين.
واستطاع عبر كل الجوقات التي أسسها وأدارها ودربها أن يحقق أعمالاً موسيقية غنائية تصل بمستواها الفني لمرتبة العالمية نوعاً وموضوعاً وهو ما زال بذات الحيوية والحماسة رغم كل الصعوبات التي تواجه عمله ويصنع الجمال والفن ويقدم رسالة سورية الحضارية للعالم.
وعن مشروعه الفني وما وصل إليه قال لـ سانا “إن مشروعنا بشكل عام إحياء الغناء الجماعي وما يحمله من قيم موازية للقيمة الفنية وهي قيم تربوية وتنموية عبر جوقة لونا للغناء الجماعي كنموذج قابل للاستمرار من خلال دفع المتلقي للتمسك بمتابعة هذا الفن النبيل والجميل مبيناً أن ما تحقق اليوم يفوق التوقعات بالقياس للظروف المحيطة ببلدنا والإنسان السوري”.