تضمن كتاب القدود الحلبية الذي أعده الدكتور فاروق اسليم عدداً من القراءات والشهادات لمجموعة من الأدباء والباحثين توثق معالم كثيرة من القدود الحلبية على أنها فن موسيقي وغنائي وأدبي فائق الخصوصية في انتمائه إلى حلب.
ورأى رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد الحوراني أن الكتاب وثيقة يقف القارئ من خلالها على خفايا القدود الحلبية بما تحمله من موسيقا وغناء وأدب فائق الخصوصية في الانتماء إلى حلب عاصمة سورية الطربية معتبراً أنه اذا كانت ثقافة سورية جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الأمة العربية ولها معالم فنية وجمالية خاصة بها فقد أنتجت هذه الثقافة كنزاً إنسانياً وحضارياً متميزاً بعراقته وإسهاماً في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية وتعزيز الحوار الحضاري والمحبة بين أمم العالم وشعوبه قاطبة.
ويشكل الكتاب الجامع والشامل حالة من ترسيخ هذا الفن الأصيل وتوثيقه تاريخياً باعتبار القدود ليست بنت الأمس بل هي وليدة عصور وأزمنة غابرة تعود إلى آلاف السنين.
وبين الكتاب أن القدود تأتي كأساس موروث من ثقافة العرب والحضارة الإنسانية العريقة في مجالات متنوعة ما دفع اليونسكو لإدراجها في الـ 15 من كانون الأول عام 2021 على لائحة التراث الإنساني لتكون اعترافاً حضارياً لجانب من خصوصية الثقافة السورية.
ويأتي الكتاب في سياق اهتمام الكتاب العرب بالثقافة الوطنية اللامادية وهو مكون من تسع مشاركات جاءت الأولى للباحث نعيم قاسمو كإضاءات وفق رؤية منظمة اليونسكو فيما يخص التراث اللامادي مع إشارات سريعة إلى الاتفاقيات وأهدافها بشأن هذا الموضوع.
بدوره أشار الباحث محمد قجة في مشاركته إلى عراقة التراث الموسيقي في حلب وعلاقة الموسيقا بالتصوف بينما تطرق الباحث عبد الفتاح رواس قلعجي في مشاركته إلى نشأة القدود وأنواعها إضافة إلى بحثه في الإبداع المسرحي والتراث الموسيقي الحلبي.
وفي الكتاب بحث عن تميز القدود الحلبية في سورية لعبد القادر بدور إضافة إلى تطرق الباحثة نسرين صالح إلى الخصوصية الحمصية في القدود الحلبية مستشهدة بما أورده الباحث أمين الجندي الحمصي في هذا المجال.
كما يتضمن الكتاب مشاركة بعنوان “القدود الحلبية بعيون حمصية” أضاء فيها الباحث أمين رومية على تاريخ القدود وسماتها الفنية وخصوصية حلب وحمص في هذا المجال.
وأشار مؤلف الكتاب الدكتور اسليم في تصريح لـ سانا إلى أن كثرة المرويات والمشاركات الشخصية أعلت من شأن الكتاب وأضافت رؤى مميزة في توثيق تراثنا اللامادي وتطويره ليكون من عناوين خصوصيتنا الحضارية سورياً وعربياً وإنسانياً.