أقام اتحاد غرف الزراعة السورية المؤتمر الأول المتخصص بالنباتات الطبية والعطرية تحت عنوان (الاستثمار الأخضر) بمشاركة الجهات المعنية الحكومية والقطاع الخاص وقطاع الأعمال والجهات والمؤسسات البحثية والتمويلية وذلك في فندق داما روز بدمشق.
وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أوضح أن هدف المؤتمر وضع استراتيجية جديدة لزراعة النباتات الطبية والعطرية وتحليل المشكلات ووضع الحلول وتنظيم هذا القطاع لتنميته وليكون نواة تنمية في المناطق الريفية مشيراً إلى أن استثمار هذه النباتات بشكل اقتصادي وتنموي يحقق قيمة مضافة عالية ويوفر فرص عمل كبيرة لسكان الريف.
ولفت قطنا إلى وجود عدة جهات تدعم وتمول زراعة النباتات الطبية والعطرية من جمعيات خاصة واتحاد غرف الزراعة وصندوق دعم الإنتاج الزراعي والمصرف الزراعي التعاوني ومشروع التنمية الريفية يضاف إلى ذلك قانون تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر الذي صدر العام الماضي.
وبين قطنا أن هيئة المواصفات والمقاييس تسعى لتوصيف هذه النباتات كما يبذل الباحثون العلميون الزراعيون جهوداً لإيجاد البصمة الوراثية لها كما تعمل وزارة الزراعة لوضع دلائل لزراعتها وتعميمها.
رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو أشار إلى أنه يوجد في سورية أكثر من 3000 منتج نباتي وطبي وعطري بتصنيفات مختلفة منها المحاصيل وما يستفاد منه كعصائر تدخل في الصناعات أو استثمارات عديدة وهي منتجات استهلاكية غذائية وصناعية ودوائية.
وأوضح كشتو أن عقد هذا المؤتمر الأول هدفه التشبيك بين مكونات القطاع جميعها لإيجاد آلية للشراكة والتعاون لجميع العاملين فيه وتحقيق عائدية متوازنة للمستثمرين والمصنعين داخلياً وخارجياً بشكل علمي مدروس.
مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة المهندس أحمد حيدر بين أن النباتات الطبية تقسم إلى أكثر من محور أحدها المزروع الذي تتم متابعته والتخطيط له ضمن الخطة الإنتاجية الزراعية للمحاصيل الخمسة الرئيسية للنباتات الطبية والعطرية وهي اليانسون والكمون والكزبرة وحبة البركة والشمر.
وأضاف حيدر إنه تم التخطيط لـ 68 ألف هكتار للخطة الإنتاجية لهذا العام من المحاصيل الطبية والعطرية التي سيتم إقرارها بينما كانت تتضمن السنة الماضية 61 ألفاً وهذه الزيادة نتيجة توجه الفلاحين لزراعة النباتات الطبية بسبب انخفاض تكلفة زراعتها والريعية الكبيرة من الإنتاج.
الدكتور شادي خطيب مدير شركة (سيريا) للأعشاب الطبية أكد أهمية الوصول إلى صيغة يتم فيها تعميم مجموعة من أسماء نباتات اقتصادية طبياً ويمكن استثمارها والعمل على زيادة القيمة المضافة لها بهدف بيعها بسعر تفضيلي بالفائدة الاقتصادية على المزارعين.
وتركزت جلسات المؤتمر اليوم حول محاور الإنتاج والتصنيع والتسويق حيث قدم الحضور من باحثين ومزارعين وفنيين ومستثمرين مقترحات عدة للنهوض بهذه الزراعة منها البحث عن النباتات الطبية المهددة بالانقراض وزراعتها وضرورة وجود مراكز لتجميع منتجاتها من زيوت عطرية وغيرها وضرورة وجود علامة جودة وشهادة إنتاج.
كما دعا المشاركون إلى الاستفادة من تجارب الدول التي حققت نجاحات في الزراعات الطبية وإدخال نبات الخروب في المناطق التي تعرضت للحرائق وضرورة ربط الإنتاج بسوق التصريف وإيجاد منظومات إنتاج متكاملة مرتبطة ببعضها والتوعية بأهمية هذه النباتات والابتعاد عن استخدام المبيدات الكيميائية.
حضر المؤتمر الذي يختتم جلساته غداً كل من وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عمرو سالم ورئيس اتحاد الفلاحين وأعضاء المجلس الاستشاري في مجلس الوزراء ورؤساء اتحادات ونقابات ومنظمات وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومديرون عامون وعمداء كليات وأكاديميون ومتخصصون.