ما بين التراث والطرب والمعاصرة.. تغرد ميس حرب على المسارح العربية والعالمية

فنانة ذات خامة صوتية مميزة قادرة على التنقل بين المقامات بخفة وسلاسة دون مبالغة في التعريب والتطريب حجزت لنفسها مكانة مرموقة وثابتة في الوسط الفني الملتزم وبين المطربات اللواتي يجسد وجودهن قيمة مضافة للفن والغناء إنها ابنة السويداء ميس حرب.

ورثت ميس من جبل العرب قوة الصوت وكبرياءه وألبسته الرقة والعذوبة لتتراقص موجاته ما بين الصوت القوي المجنح بالوقار والطروب المخملي الذي يلامس شغاف القلب فهي من الفنانات اللواتي لا يستطعن الغناء إلا بقلب مليء بالحب وما يزيدها رهافة في الحس الفني أنها من عائلة موسيقية محبة للطرب العربي الأصيل فكان والدها مغنياً يجيد العزف على العود وكذلك والدتها تمتلك صوتاً جميلاً وكانت تلقنها كلمات الأغاني التراثية منذ صغرها.

ما بين الأغاني التراثية عامة وأغاني فيروز خاصة ترعرعت أذنها الموسيقية ونشأت مفرداتها الطربية فرسمت لنفسها الخطوة الأولى على درب الفن الأصيل عام 2000 عندما بدأت بتدريب صوتها على أصول الغناء الأكاديمي وإخراج الصوت الصحيح مع أساتذة الغناء الأوبرالي الروس في المعهد العالي للموسيقا بدمشق فتخصصت عام 2003 في الغناء الشرقي حيث ركزت خلال دراستها على القوالب الغنائية الصعبة والنوادر من الأغاني.

وحصلت في مشروع تخرجها على أعلى درجة باختصاصها منذ تأسيس المعهد واختتمت تميزها بتخرجها عام 2008 باختصاص غناء شرقي وبذلك انتقلت من مغنية موهوبة إلى مطربة أكاديمية تدرك تفاصيل قدراتها الصوتية وغدت قادرة على تأدية جميع القوالب الغنائية وفهم الموسيقا العربية والغربية.

اتجهت ميس إلى الاعتماد على نفسها والتمويل الذاتي بهدف نشر صوتها فعملت على تأسيس فرقة موسيقية باسم “سيد درويش” عام 2008 بقيادة زوجها الموسيقي رشيد هلال وقدمت معها العديد من الحفلات الموسيقية والغنائية داخل سورية وخارجها.

وطورت ميس موهبتها إلى التمثيل الغنائي على خشبة المسرح وشاشة السينما عبر تأديتها دور البطولة في مسرحية “بانتظار البرابرة” جسدت من خلالها دور مغنية تروي أحداث القصة وقامت بتلحين أغاني المسرحية بنفسها كما شاركت بدور رئيسي في مسرحية “الطريق إلى الشمس” عام 2015 وشاركت كمغنية ممثلة في السينما في فيلم “أطويل طريقنا أم يطول” إضافة إلى أدائها شارة بعض المسلسلات مثل “أيام الدراسة وسوق الورق وموزاييك”.