ماذا وكيف يكتب الإعلام الغربي عن النازية الأوكرانية؟

عموما، أيدت وسائل الإعلام الغربي نظام الحكم الأوكراني في حربه ضد المواطنين في منطقة دونباس.

ولكن كان هناك من كشفوا أن نظام كييف يرتكب جرائم القتل الجماعي خلال حربه على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.فمثلا، كشف الصحفي البريطاني بيتير هيتسينس لقراء صحيفة “ميل أون صاندي” في 21 مايو/أيار 2022 أن المتطرفين الأوكرانيين ارتكبوا جريمة بحق الإنسانية حينما أغلقوا قناة إمداد شبه جزيرة القرم بالمياه.

الانقلاب على الشرعية شهدت العاصمة الأوكرانية كييف في مطلع عام 2014 وقوع الانقلاب الذي دفع بأوكرانيا إلى شفير الحرب الأهلية.

ورحبت الصحافة الغربية بانقلاب أوكرانيا لأنه جعل أوكرانيا ممالئة للغرب ومناوئة للشرق متمثلا في روسيا.

ولكن بعض الصحفيين الغربيين أمثال البريطاني غريم فيليبس رفضوا الوقوف إلى جانب المتطرفين الانقلابيين في أوكرانيا. وعن أسباب وقوفه ضد الانقلابيين قال فيليبس لصحيفة “أوكرانيا رو” إن مَن يؤيد انقلاب أوكرانيا فهو يؤيد الفاشية والعنف الذي يمارسه أتباع الفاشية التي حارب كلا جدّيه ضدها خلال الحرب العالمية الثانية.

اليمين المتطرف

لم تسكت بعض الصحف الغربية على انتشار تنظيمات اليمين المتطرف في أوكرانيا. فمثلا، ذكرت صحيفة “ذي ناشيون” الأمريكية في عام 2018 نقلا عن البروفيسور ستيفان كوئين، أستاذ جامعة نيويورك، أن انقلاب أوكرانيا قام به تنظيم اليمين المتطرف المسمى “برافي سيكتور” (القطاع الأيمن) مستخدما العنف.وأشارت إلى أن جرائم القتل التي ارتكبها المتطرفون في مايو/أيار 2014 في مدينة أوديسا تذكّر بجرائم النازيين في أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

تحت جناح الجيش النظام يقام المتطرفون بتشكيل مجموعات مسلحة تستظل براية الجيش النظامي الأوكراني منها المجموعة المسماة “كتيبة آزوف”.

وأفادت صحيفة “ذي ناشيون” أن “كتيبة آزوف” التي ضمت نحو 3 آلاف مسلح أدت دورا هاما في الحرب الأهلية الأوكرانية.

وشاركت “كتيبة آزوف” في اعتداءات قامت بها مجموعات المتطرفين الأوكرانيين على مواطنين من أصل غير أوكراني.ووصفت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية كتيبة آزوف في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بأنها مجموعة النازيين الجدد، وذكرت أن كتيبة آزوف دخلت في اتصال مع تنظيمات مماثلة غربية مثل تنظيم “ناشيونال أكشيون” الإرهابي البريطاني.

وأظهرت دراسة أجراها الصحفي الأمريكي ماكس بلومينتال في عام 2018 أن مفتشين عسكريين أمريكيين زاروا كتيبة آزوف في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لإجراء مباحثات تعميق التعاون.

المقاتلون الأجانب حكت قناة “هرومودانسكي” في التلفزيون الأوكراني في سبتمبر/ أيلول 2018 قصة النرويجي يواخيم فورهولم الذي ذهب إلى أوكرانيا لينضم إلى القوات الأوكرانية المحاربة في منطقة دونباس.

وبعد شهر تم ترحيله من دونباس بطلب السلطات النرويجية التي كشفت أن فورهولم متطرف نازي يتعاطف مع الإرهابي اندرس بريفيك الذي قتل 77 شخصا من سكان النرويج في يوليو/تموز 2011.وقبل ترحيله خاض فورهولم عدة معارك منها معركة نوفغورودسكويه (بلدة نوفغورودسكويه في مقاطعة دونيتسك).

وحكت صحيفة “فايس وورلد نيوز” الأمريكية في عام 2021 قصة المتطرف السويدي ميخائيل سكيلت الذي أتى إلى العاصمة الأوكرانية كييف في فبراير/شباط 2014 لينضم إلى القوات الأوكرانية المحاربة في شرق أوكرانيا.

النازيون الجدد

نقلت صحيفة “بوبليكو” البرتغالية في مايو/أيار 2021 عن الخبير الأمريكي جيسون بلازاكيس قوله إنه يجد أوكرانيا مكانا يقصده المتطرفون من أنحاء العالم لتلقي التدريبات في ميادين القتال، ثم يعودون إلى بلدانهم.

وقالت صحيفة “ميسل بولسكا” البولندية في عام 2021 إن توقعات مَن أمل في قيام الدولة السليمة في أوكرانيا لم تصدق.

فقد تمكن النازيون الجدد من توطيد مواقعهم في المؤسسة الحاكمة الأوكرانية.

ونوهت إلى أن الذين تغاضوا عن بعث النازية الأوكرانية العائدة إلى زمن الحرب العالمية الثانية، من جديد ظنوا أنهم سيتمكنون من السيطرة عليها واستخدامها ضد روسيا.

الإبادة الجماعية

وتسربت إلى الصحافة الغربية، وإن في أحيان نادرة جدا، معلومات عن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الحكم الأوكراني ضد السكان في منطقة دونباس.

فمثلا، ذكرت صحيفة “هالو نوفيني” التشيكية نقلا عن أولغا سيدورينكو المقيمة في بلدة أوكتيابرسكي في منطقة دونباس أن ما حدث في يوم 26 مايو 2014 حفر في ذاكرتها إلى الأبد.

ففي هذا اليوم شن القوات التابعة لنظام الحكم الأوكراني هجوما على بلدتها بواسطة مجموعة من المروحيات الحربية. وتعرضت أولغا وابنها إلى قصف من قبل إحدى المروحيات الأوكرانية.

وتمكنت أولغا من الهروب من القصف وإحضار ابنها إلى البيت سالما، ولكن الإرهاق العصبي الذي تعرض له ابنها فيودور تطوَّر إلى مرض خطير لن يتخلص (فيودور) منه…

يجدر بالذكر أن إحدى المهام المطروحة على منفذي العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا حُددت في تخليص أوكرانيا من النازية المجرمة.