مؤرخون فرنسيون: الاستيطان والتهجير شكلا هدفاً للغزو الفرنسي على الجزائر

أقر مؤرخون فرنسيون بأن التهجير والاستيطان شكلا هدفاً للغزو والاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر مذكرين بأن توطين أوروبيين ترافق مع ارتكاب مجازر وعمليات ترحيل واسعة في البلاد.وشهدت السنون السبعون التي أعقبت الغزو وإنزال القوات الفرنسية في الجزائر في عام 1830 مجازر كبيرة بما في ذلك عمليات الخنق بالدخان المشؤومة والتهجير القسري لمئات الآلاف من السكان من مناطقهم الأصلية.وبمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر التي تصادف في الخامس من تموز الجاري نقلت وكالة فرانس برس عن أوليفييه لوكور غرانميزون المتخصص الفرنسي في التاريخ الاستعماري قوله: “إنه في البداية ساد منطق طرد العرب من ديارهم واستغلال أراضيهم ونهبها.وأضاف: “إنها كانت فترة حرب ماحقة زال فيها التمييز بين المدنيين والعسكريين وبين ساحات القتال وأماكن العبادة التي انتهكت حرمتها حتى عندما لجأ إليها مدنيون للاحتماء.وفي السياق ذاته أكد المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا أن الأمر كان شبيها ًبالسياسة التي تم اختبارها في الغرب الأمريكي نأتي بمستوطنين للسيطرة على البلاد مضيفاً إنه استيطان تدريجي بإضافة سكان يصلون في حركة غير منظمة.ووصف ستورا غزو الجزائر بأنه كان مروعا وجرى باستخدام العنف موضحاً أنه في الجزائر استخدم الجيش الفرنسي الأرتال الهمجية التي استخدمت في حرب فونديه بداية الثورة الفرنسية وهي تقوم على قتل السكان وترحيلهم.من جانيه أكد الجزائري حسني قيطوني الباحث في جامعة إكستر البريطانية أن الغزو كان هدفه استبدال شعب بآخر موضحاً أنه بين عامي 1830 و1930 استولت الإدارة الاستعمارية على 14 مليون هكتار من الأراضي الزراعية تم التنازل عن جزء منها مجاناً للمهاجرين الأوروبيين الذين ارتفع عددهم من سبعة آلاف في عام 1836 إلى 881 ألفاً في عام 1931.وحسب منصور قديدير الباحث في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران فأن القوات الاستعمارية اعتمدت الخنق بالدخان حيث تم توثيق حالتين الأولى في منطقة الصبيح 11 حزيران عام 1844 والثانية في منطقة الظهرة 18 حزيران عام 1845 أبيدت خلالهما قبائل بأكملها لجأت إلى كهوف سدت واختنق من كان بداخلها بدخان نيران أشعلت بأوامر من الجنرالات الفرنسيين.ورأى قديدير أن المرحلة الأولى من الغزو تضمنت إرادة متعمدة لإنقاص عدد السكان الأصليين حتى لا يشكلوا خطراً على جيش الاحتلال.وصنف غرانميزون هذه الأحداث على أنها “إرهاب دولة كان الهدف منه ارتكاب مجازر لتكون عبرة ولإخضاع السكان الأصليين بسهولة من خلال ما وصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية”.يذكر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد في تشرين الأول عام 2021 أن 5 ملايين و630 ألف جزائري قتلوا بين عامي 1830 و1962 أي أن أغلبية الضحايا سقطوا خلال السنوات الأولى للاحتلال الفرنسي.

سانا