ليزا غازي… لوحات أنثوية تحاكي الحب والحياة

تخاطب الفنانة التشكيلية ليزا غازي من منطقة صافيتا خريجة معهد الفنون التطبيقية عام 2004 في رسوماتها الأنثى بحالاتها المختلفة وتراها رمزاً للحياة وأيقونة الجمال وحمامة السلام.

غازي ابنة البيئة الثقافية وأحد الكوادر العاملة بمديرية الثقافة بمحافظة طرطوس تعتبر أن رحلتها في الفن التشكيلي انطلقت مع بداية حياتها الدراسية بالمعهد بعد فوزها بالمركز الأول عن لوحة الاختبار التي شاركت فيها وكانت للعالم سقراط التي أهلتها لدخول المعهد.

وتابعت في حديث لسانا: “كنت أحب الرسم منذ طفولتي لكني لم أكن أعلم أني امتلك الموهبة التي اكتشفها أفراد أسرتي من خلال متابعتي الدائمة للبرامج التي كانت تقدم أعمالاً ورسومات لفنانين من مختلف الأعمار كما شكلت الطبيعة اللوحة الكبرى التي استقت منها أفكاراً للوحاتها فيما بعد”.

بدأت غازي مشوارها الفني بشكل فعلي بعد التخرج برسم الحارات الدمشقية القديمة لتطبق بعد ذلك نماذج الرسم التي تعلمتها بالمعهد كالرسم على القماش مع تطبيع الألوان وإظهار الأشخاص ومن ثم اتجهت لرسم الأنثى والطبيعة.

وترى أن الألوان الزيتية تعطي للوحة حيوية أكثر وان كانت تحبذ الأكرليك الذي يخدم اللوحة بمساحاته الكبيرة ما يتيح للفنان الفضاء الرحب للتعبير عن مكنوناته الفنية الخاصة.

ورغم إعطاء الأنثى المكانة الأكبر في لوحاتها إلا أن غازي تنظر للرجل وتعبر عنه كرمز لاحتواء المرأة ومصدر قوتها في الحب والحياة والسند الحقيقي لها فلا تكتمل مسيرة الكون إلا بهذه الثنائية.

تأثرت غازي بالمسرح الذي عملت به كمساعد مخرج لعدد من المسرحيات كمسرحيتي سيد الجنرال وعطر سيمفونية الحياة لتستمد في كثير من الأحيان أفكارها منه لتجسد بعضاً من العادات والتقاليد المتوارثة التي لا تموت وترسمها على هيئة أيادي الموتى التي تعبث بالأحياء ليكون التعبير بالرسم من خلال الإيحاء وليس الرسم المباشر مع إدخال بعض الأعمال اليدوية الأنثوية إلى بعض اللوحات.

حبها للأطفال وإدراكها لمواهبهم التي تحتاج للرعاية والاهتمام ومنهم ابنتها إيزابيل ابنة الثماني سنوات التي كانت محاولاتها بالرسم مبكرة ولها مشاركات بعدد من معارض دمشق وعبر النت ولّد لديها فكرة تعليم الأطفال الرسم في مرسمها الذي خصصت له ركناً بمنزلها ورأت أنها وإن كانت تعلمهم أصول استخدام الألوان وقواعد الرسم الأولى إلا أنها أخذت منهم العفوية والبساطة تاركة لهم مجال التعبير عن مكنوناتهم الداخلية.

شاركت غازي بنحو عشرة معارض جماعية في دمشق منها المعرض الذي أقيم في خان أسعد باشا العام الماضي وآخر في ثقافي أبو رمانة إضافة إلى المشاركة بمعارض خارجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي كمعرض نبض العروبة اللبناني الذي أقيم العام الماضي بمبادرة الفنان حسين سلوم وترى أن المعارض تسهم في توسيع مدارك الفنان وتشكل حافزاً للإبداع من خلال تبادل خبرات بين فنانين مخضرمين وهواة عبر النقد التحفيزي وإثارة الشغف لأنهما يشكلان الأساس بالفن والإبداع.

وتعكف غازي حالياً على انتقاء لوحاتها التي ستشارك فيها بالمعرض الفردي الأول لها في دمشق وتعمل على تحقيق حلمها بإدخال رسومات الخط العربي الذي كان صلب دراستها في المعهد على لوحاتها للتعبير عن قضايا أنثوية بطرق جديدة تتمازج مع طبيعتها العاشقة الحالمة والمحبة للحياة وفنون ذلك الخط مع الخروج به من القيود والانماط التي تحد من جمالياته وقدرته على التعبير بأسلوب فني مميز.