في ذكرى العَظَمَة
يوسف العظمة والرسالة الأولى

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
                           حتى يراق على جوانبه الدم
هذا ماقاله “يوسف العظمة” عندما بلغه أن الفرنسيين أصبحوا على مقربة من دمشق فقرر أن يحاربهم دفاعا عن بلده سورية التي ولد فيها وتحديدا في العاصمة دمشق عام ١٨٨٤ وتعلم في مدارسها لذا أبت عليه وهو من كان وقتها وزيرا للحربية حميّته الوطنية ونخوته تجاه عرضه أرضه وشعبه أن يدخل الجيش الفرنسي دمشق ورأى انه من العار ألا يجابه السوريون جيش غورو مهما بلغت قوة هذا الجيش العسكرية من عدد وعتاد وتفوّق على ما لدى السوريين لاسيما وان الجيش السوري قد حُلَّ حقا وطلب من ضباطه وغيرهم أن يجمعوا ما استطاعوا من أفراد الجيش المنحل وان يتجمعوا في موقع حدده في دمشق واخبرهم أنه سيجابه الجيش الفرنسي بغض النظر عن النتيجة، وحين علم أهل دمشق بقراره جاشت الحميّة الوطنية في صدروهم وتطوع عدد كبير  وانضموا إليهم، وانطلق يوسف العظمة بجيشه ومتطوعيه حتى وصل بقعة بين جبلين شديدة الوعورة اسمها”ميسلون” وقد اختارها بنظرة ثاقبة لأنه لابد أن يمر منها ووزع اسلحته وجنوده وكانت المعركة التي استمرت سحابة نهار وقاتل فيها يوسف العظمة وجنوده واستطاعوا أن يوقعوا خسائر ذات أثر في جيش غورو غير أن امتلاك الجيش الفرنسي للطائرات الحربية القاذفة عجّل في انتهاء المعركة وسقط كثيرون من جيش العظمة ومتطوعيه شهداء واستشهد قائد المعركة معهم يوسف العظمة ليصدق قول الشاعر أحمد شوقي حين وقف على قبره في ميسلون :
هذا الذي اشتاق الكرى تحت الثرى
                          كي لا يرى في جلّق الأغرابا
هو البطل يوسف العظمة في ذكرى استشهاده التي تصادف في ٢٤ تموز ١٩٢٠ وبهذه المناسبة في كل عام يحمل إليه السوريون حيث مرقده في مقبرة الشهداء في ميسلون  الاكاليل من مختلف الديار السورية عرفانا منهم بماقدمه من عمل بطولي كان بمثابة رسالة للجيش الفرنسي المحتل أن السوريين يأبوون ذل الاحتلال وأنهم يفضلون الموت على أن يروا محتلا على أرضهم وإلى اليوم وان اختلف المحتل الا ان الرسالة لديهم ثابتة ومن يكتبها السوريون الأبرار الذي حملوا الأمانة من يوسف العظمة ورفاقه للذود عن أرض سورية لتبقى حرة أبيّة.

اعداد:مجد حيدر