حرفة الآغباني..
دمشقية الخيط والصنع

حرفة دمشقية الأصل امتدت وانتشرت فيما بعد بفضل  الأنامل السورية التي أتقنت نسجها إنها حرفة “الآغباني”
كثير من الباحثين والمؤرخين يجمعون على أن التجارب الأولى لصناعة النسيج تمت على أرض سوريا وفي العهدين اليوناني والروماني ذاع صيت المطرزات السورية بشكل كبير

حيث نقلها الصليبيون بعدئذ إلى أوروبا والعديد من دول المعمورة عبر تطريز بإحساس فني مهني أشتهرت به عائلات سورية كانت تنسجه في ورش خاصة انتشرت في حارات دمشق القديمة لتزود به بيوت دمشق العريقة مشكلة منه الغطاء الخارجي لمقاعد الجلوس وطاولات السفرة في تلك البيوت حيث إنه  عندما يدخل ضيف إلى منزل دمشقي لحضور مناسبة اجتماعية ما من المتعارف عليه أنه على الاسرة أن تضع على طاولات الضيوف نسيج الآغباني كتراث يفاخرون به بأشكال متنوعة تحمل تسميات مختلفة لتلك النقوش المستوحاة من التراث والموروث الشعبي الدمشقي ك دعسة الجمل السلطعان العريشة حب الرمان الوردة الدمشقية وغيرها التي مازال عشرات الحرفيين يصنعوها بتقنيات عالية وبهمة مرتفعة خاصة في ظل ازدياد الطلب حاليا من قبل مستثمري البيوت الدمشقية التي حوِّلت إلى مطاعم ومقاه وفنادق ولم يقتصر استخدام الآغباني لهذا الغرض فحسب بل هناك بعض الألبسة مثل العباءات و الجلابيات تُطرز به ويمر بعدة مراحل قبل ان يصل إلى الشكل النهائي فمن تحضير الخيوط قبل نسجها إلى صبغها بالألوان المطلوبة ثم مرحلة التصميغ بالنشاء وإرسالها إلى “الملقي” الذي يهيء الخيوط للحائك ليباشر الحائك النسج على النول ليصل حرفيو هذا النوع من النسيج للقول إن ٧٠٪من مراحل تصينعه يدوي  فالقماش من صنع المعامل اما الرسم فيدوية بحتة وعملية التطريز نصف يدوية حيث الآلة الكهربائية في حين العمل بالإبرة يكون يدويا فلم تستطع الآلات الحديثة أن تسحب هذه الحرفة من يد الحرفي السوري الذي يمر بمراحل متعددة لتصل يده إلى هذه الدقة فهو لايستقل إلا متى أذن له شيخ الكار بذلك بعد فحص يرى فيه مدى براعته وقدرته على الاستقلال وعندها يُلبِسه عمامة الآغباني وهذا دليل على اكتمال قدرته اي أنه يحمل شهادة مرئية على رأسه تُقدم له في احتفال خاص ويبدا بعدها في إنتاج مايدهش من قطع الآغباني المميزة بالجودة والاتقان ليورثها لاجيال بعده بنفس الطريقة لتبقى هذه الحرفة الدمشقية لزبائنها حيث هناك الكثير من السياح الذين يشترونها كتراث دمشقي ياخذونه معهم لبلادهم للتعريف بمنتج دمشقي عمره آلاف السنين يساعدون بذلك أصحاب الورش الذين يحرصون على المشاركة في معارض دولية من باب ان كل بلد أو مدينة تفتخر بماتشتهر به ومدينة دمشق ذاعت شهرتها في أرجاء العالم بالمنسوجات اليدوية وأهمها الآغباني الذي كان ومازال رمزا للأصالة والتراث.

اعداد: مجد حيدر