جرحى السويداء بعد نجاحهم في الشهادة الثانوية: كل درجة حصلنا عليها هي رصاصة في وجه الإرهاب

بإرادتهم وإصرارهم على الحياة رسم عدد من جرحى الجيش العربي السوري في محافظة السويداء طريقهم للنجاح في الدورة الأولى للشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي للعام الدراسي الحالي متجاوزين آلامهم ليدخلوا ميدان العلم من بابه الواسع.

وبعد أن أنهوا مهماتهم في جبهات القتال وعادوا إلى حياتهم المدنية وجدوا الدعم الكامل من مشروع جريح الوطن الذي قدم لهم الرعاية وأفسح لهم المجال للاستمرار في خدمة وطنهم بسلاح العلم هذه المرة.

الجريح إيهاب العزمي الذي حصل على مجموع قدره 2145 علامة ويطمح لدراسة الحقوق استقبل نجاحه بفرحة كبيرة لا توصف بعد أن تجاوز حالة فقد البصر التي أصابته جراء تفجير خلال الحرب الإرهابية على سورية معتبراً أن نجاحه ورفاقه في امتحانات الشهادة الثانوية رسالة بأنهم قادرون على تجاوز جراحهم وتطوير ذاتهم.

الجريح رأفت الشعراني الحاصل على مجموع قدره 2078 علامة وصف كل علامة حصل عليها بأنها رصاصة في وجه الإرهاب والتكفير معرباً عن سعادته بالنجاح وعن شكره لمدرسيه وعزمه متابعة مسيرة تعليمه رغم سنوات عمره التي تجاوزت 45 عاماً وإصابته أثناء تأديته لواجبه الوطني في مواجهة التنظيمات الإرهابية عام 2018 والتي تسببت بشلل نصفي له.

الجريح يعرب حمشو الذي يتنقل على كرسيه المتحرك قال: إن تعبي لم يذهب هدراً فبعد إصابتي بشلل الأطراف السفلية خلال مواجهة التنظيمات الإرهابية قررت أن أتابع حياتي مجدداً وأن أكمل تحصيلي العلمي لأوصل رسالة بأن الإنسان يصنع المستحيل ولا شيء يقف بطريقه إذا امتلك العقل والإرادة موجهاً الشكر لأهله ولمشروع جريح الوطن ولمدرسيه الذين حقق النجاح بفضلهم بمجموع قدره 1947 درجة.

“رأسمال الإنسان هو علمه الذي يزيده إجلالاً ويعزز شعوره بالفخر ويمثل ثروة كبيرة لبناء مستقبل الوطن” هذا ما قاله الجريح حاتم الحسين ابن الـ30 عاماً الذي لم يمنعه بتر يده اليسرى خلال مواجهة الإرهابيين من مواصلة الحياة وتحقيق النجاح بالثانوية العامة بمجموع قدره 1834 علامة والذي لا يقل أهمية برأيه عما قدمه مع رفاقه أبطال الجيش لدحر الإرهاب.

وكان مشروع جريح الوطن أعلن بالأمس أن نسبة النجاح بين الجرحى في الشهادة الثانوية العامة بلغت للعام الدراسي الحالي 89 بالمئة.