رغم أنها تركت بصمة شعرية ومسرحية كبيرة في ميدان الثقافة العربية بقيت السيرة الأدبية للمبدعة فاطمة بديوي غير معروفة بالنسبة للكثيرين وخاصة في حمص التي نشأت وترعرعت فيها وهو مادفع الكاتب جمال السلومي للإضاءة عليها في محاضرة استضافها اتحاد كتاب حمص.
ورأى السلومي في محاضرته التي حملت عنوان “فاطمة بديوي.. حياتها وأدبها” وهي ضمن نشاطات ملتقى العاصي الأدبي أن هذه الشاعرة التي أثمرت تجربتها الشعرية منذ أربعينيات القرن الماضي مجموعة من الدواوين الشعرية تفوقت على شعراء جيلها رغم أنها قرضت الشعر بالسليقة فجاءت قصائدها موزونة بعيدة عن التكلف مقرونة بالخيال المجنح والفكر السديد وهو ما نستشفه في مراثياتها الرائعة.
وأضاف السلومي: إن بديوي عشقت نهر العاصي ونواعيره وهي حموية المولد حمصية المنشأ فكانت قصائدها قيثارة على ضفاف ميماسه الرقراق ومن أعمالها الشعرية “دموع تحترق” و”العشق القدسي” و”صدى الحرمان” و”منارة المجد”.
ولم يتوقف عطاء بديوي عند الشعر بل تجاوزه للمسرح فكتبت العديد من المسرحيات وكانت أول من أسس المسرح المدرسي وأول من افتتح مدرسة لرياض الأطفال في حمص إضافة إلى دفاعها قضايا وطنها ومواقفها القومية المشرفة حيث كانت أول من تطوع في جيش الإنقاذ الفلسطيني عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين وكل ذلك انعكس في أدبها وشعرها ومسرحها.
تجدر الإشارة إلى أن السلومي يحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة البعث ويكتب الرواية والقصة القصيرة للكبار والصغار ومن مجموعاته القصصية “أحلام قوس قزح” و”أحلام مستباحة”.