تتميز المجموعة الشعرية “بالماء سأكتب” للشاعر حسام فؤاد السعدي بشفافية لغتها الشعرية وجنوحها إلى الحداثة شكلاً ومضموناً.
ويتراءى للقارئ أن النصوص أخذت الشكل النثري للقصيدة العربية ولكنه ما إن يتمعن فيها حتى يكتشف أنها حملت موسيقا التفعيلة بين طياتها وهذا واضح من القصيدة الأولى “غيماءة” التي حملت تفعيلة “مفاعلتن” من تفعيلات البحر الوافر حيث يقول فيها “ويسألني.. بغير الماء لن أكتب.. ولن أحلم..”.
كما تميز المجموعة الصور المبتكرة التي جاءت من قدرة الشاعر على إيجاد علاقات مبتكرة بين الأشياء والغوص إلى أعماق الوجدان والذات الإنسانية للكشف عن غياهبها كما يؤنسن الأشياء بهدف التعبير عن ذلك الغامض الموجود في الذات الإنسانية .
نصوص المجموعة تحمل هموم الإنسان وتحاول التعبير عن آلامه وآماله وخيباته وأحلامه وأمانيه بطريقة رمزية شفافة تتواشج فيها موسيقا الشعر مع المعنى لتحقيق شكل شعري متميز يعبر عن الحالة العصرية الراهنة للإنسان.
تقع المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 127 صفحة من القطع المتوسط ويذكر أن الشاعر السعدي من مواليد محافظة السويداء يعمل مدرساً وموجها اختصاصياً في مادة اللغة العربية ويكتب في الصحف والدوريات المحلية والعربية.