صقلت الشاعرة مريم الصايغ تجربتها الشعرية بكل ما مر به بلدها من مؤامرات وحروب فكان لا بد لها من طرحها في قوالب شعرية تعطي الحق للقضية الوطنية بطريقة حضارية يفهمها الكل محاولة رصد الواقع الحياتي الذي تشاهده وتسمعه وتعيشه لتحوله إلى نبضات بلاغية وتشكيلية بما تقتضيه الرؤية التي تؤمن بها.
وفي حديث لـ سانا أوضحت الصايغ أن الأدباء خصصوا مساحة كبيرة لتعريف الشعر إلا أنها تجده تعبيراً إنسانياً يعكس ما يهم الإنسان ويخصه فحين يأتي لا يمكن التنحي جانباً وتركه يمضي دون ان ندون تراتيله ودون أن يترك فينا اثره.
وعن رأيها بأشكال الشعر بينت الصايغ أنه بنظرها شعر سواء أكان حديثاً أم فصيحاً قديماً إلا أنها وجدت نفسها في تراتيل الشعر الحديث وبالأخص قصيدة النثر (الشعر المنثور) تلك المساحة التي لا قيد لها ولا إلزام بالتفعيلة أو البحور والعروض فهي عاشقة للحرية والشعر الحديث.
وتابعت.. قصيدة النثر أقرب إلى قلبي لقلة قيودها وبساطة أركانها فأنا عندما أكتب عن الحب أو عن الوطن أكتب ما أشعره وبالنتيجة الجمال ليس حكراً فكل مؤسسة شعرية لها مقاييسها الخاصة بالجمال.
وبينت أن التزاماتها في مجال تخصصها بالرياضة وعملها يجعلها متحفظة قليلاً في خوض تجربة مغايرة لتجربة الشعر إلا أنه في أجندتها الخاصة هناك تجربة الكتابة الأدبية في مجالات أخرى وخاصة فيما يتعلق بالعمل على كتابة سيناريو مسلسل.. تلك الفكرة التي راودتها منذ فترة ولكن الظروف لم تسمح بعد بخوض تلك التجربة.
وعن رأيها بالحركة الشعرية الشبابية لفتت إلى أن الشعر له حركة ديناميكية قديما وحديثاً لم تتوقف أبداً تحت أي ظرف حيث أصبح الشعر لدى الشباب وسيلة تعبير ناجحة لذا مهما كان مستوى ما يكتب لا يمكن إنكار أنه جهد بذل من إنسان شاعر بسلبياته وإيجابياته مشيرة إلى أن تقييم الحركة الشعرية الشبابية أمر صعب في وقتنا الحاضر لأنها حركة تندمج بالواقع الذي نعيشه.
أما فيما يتعلق بالواقع الثقافي فرأت الصايغ أنه منطو على ذاته لأن المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي العام أثر كثيراً عليه والحرب كانت قديما رافدة للشعر والأدب أما في وقتنا الحالي فاختلف الأمر لذلك لا يمكن إخراج المشهد الثقافي من دوائر ظروف البلد وما يمر به لافتة إلا أنه على المثقفين أن يكونوا على أتم الاستعداد لتلقي المسؤولية
لأن الأجيال القادمة سيعرفون بلدهم وتاريخها من خلال أفكارهم وإبداعاتهم الأدبية.
وعن جديدها الأدبي لفتت الصايغ إلى أن مجموعتها الشعرية الأخيرة (في حضرة الحب نحيا)كانت مخاض تجربة خاصة وجدت تلاحمها التام مع كيانها الروحي والنفسي والشعوري سواء من خلال النصوص التي تجددت فيها معالم المشاعر الذاتية أو تلك التي تجلت فيها معالم الوطن فالشعر عندها كان ولم يزل انعكاساً لما يدور في المجتمع ونفس الشاعر.
وتابعت.. من خلال تجربتي الشعرية اطلعت عن كثب على التجارب الشعرية لشعراء آخرين لأستطيع مواكبة قطار الشعر الحديث منهم نزار قباني وبدر شاكر السياب وانسي الحاج ومحمد الماغوط وجبران خليل جبران وكوليت خوري.
يذكر أن للشاعرة الصايغ ديوانين بعنوان ترانيم انثى دمشقية وفي حضرة الحب نحيا إضافة إلى ديوان شعري آخر قيد الطباعة وشاركت في العديد من المهرجانات والأنشطة الثقافية.