خبأت السوبرانو سناء بركات منذ الصغر صوتها بزجاجة عطر وحملتها رسالة من مسقط رأسها في حمص إلى دمشق معتقة بتناغم الأصالة والتجدد وخامة مخملية عذبة لتنثر فيها أنغاماً بإحساس ورقي قل نظيرهما.
اسمها الذي ارتبط باسم الشهيدة البطلة سناء محيدلي يوشي بأنها تربت في بيت ترعرع فيه مناخ أدبي وثقافي يحترم الفن ويقدره ما ساهم في صقلها فنياً في بداياتها حين كانت تسمع موسيقا تحمل في ثناياها قضايا أمة أما في أوقات فراغها فكانت تستمع لأغنيات جديدة باحثة عما يمكنها أن تقوم به بما يناسب صوتها.
بدأت سناء الغناء منذ كانت في عمر الثماني سنوات بعدها أخذت ملامح موهبتها تخط لها درباً خاصاً من الترتيل الكنسي فاختارت إكمال الطريق بشكل أكاديمي تدريجياً حيث تعلمت في الثانوية الصولفيج والعزف على البيانو وكذلك العود ومن ثم جاءت مرحلة ما بعد البكالوريا فحصلت على إجازة من المعهد العالي للموسيقا عام 2011 اختصاص العزف على آلة القانون إلى جانب تخرجها في كلية الفلسفة في جامعة دمشق.
تلقت سناء دروس الغناء مع مغنية الأوبرا آراكس تشيكيجيان لمدة أربع سنوات حققت لها نقلة بصوتها وهي عضو في كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا منذ عام 2008 وفي الفرقة الوطنية للموسيقا العربية منذ عام 2006 وشاركت معهما في العديد من الحفلات داخل سورية وخارجها كما شاركت في حفلات مع فرقة تشيلي باند اضافة إلى كورال القوقويو مع المؤلف السوري نوري اسكندر وشاركت بجولة في أوروبا وهولندا وألمانيا والدنمارك وبريطانيا مع أوركسترا من الموسيقيين السوريين.
ولم تكتف سناء بتخصصها بالعزف على آلة القانون فأخذت تطور موهبتها وتبنت مشروع الأغنية السريانية ونشرها بعد إخراجها من قالب الترتيل الديني لتكون أغنية شعبية تتردد في كل الأوقات وكانت لها مشاركة بالترتيل السرياني في روما عام 2014 وبدأت مشروع الغناء السرياني بحفلات الصولو في دار الأوبرا بمختارات من الغناء السرياني عام 2015.
ومع بداية سنوات سورية العجاف كان حالها كحال معظم الشباب حيث تزامن تخرجها في المعهد العالي للموسيقا مع سنوات الحرب التي تسببت بتوقف الكثير من المشاريع وغياب الخبراء عن الأكاديميات ولكن إصرارها وتمسكها بحلمها ووطنها كانا رفيقيها في السعي الدؤوب للوصول لأحلامها متحدية الظروف الراهنة وسارت نحو نجاحها قدماً دون التفكير بوجهة أخرى تقصدها.
سناء تغني النمط الشرقي من الطراز الرفيع كما أنها تغني الأوبرا باحترافية عالية ويلاحظ من يسمعها منذ المرة الأولى أنها حين تغني أغنيات معروفة لمطربين كبار لا تقلدهم بل تبدعها بأسلوبها الفريد فتأخذ الخطوط الأساسية من المغني ولكن بطابع خاص دون استعراض القدرات الصوتية.