الأسيرة الفلسطينية سعدية فرج الله… ضحية جديدة للإهمال الطبي المتعمد في معتقلات الاحتلال

في الثامن عشر من كانون الأول الماضي اتجهت لزيارة ابنتها في البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلتها قرب الحرم الإبراهيمي الشريف بعد ضربها بوحشية حتى غابت عن الوعي.. هذه الزيارة التي لم تتم كانت الأخيرة ولم تلتق بعدها الأسيرة الفلسطينية سعدية مطر فرج الله 68 عاماً بأبنائها الثمانية بعد ارتقائها صباح أمس شهيدة في زنزانتها الانفرادية بمعتقل “الدامون” جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي يتبعها الاحتلال لقتل الأسرى ببطء.حكاية الحزن وألم الفراق رواها شقيق الشهيدة جعفر فرج الله لمراسل سانا قائلاً “ما حدث جريمة.. استشهادها صدمة.. الاحتلال منعنا من التواصل معها منذ لحظة اعتقالها ورغم أنها مسنة ومريضة وتعاني من السكر والضغط وتدخل في غيبوبة بين الحين والآخر احتجزها السجان الإسرائيلي في زنزانة انفرادية”.وأضاف جعفر “سعدية الأخت الكبرى.. هي كل الذكريات الجميلة.. كانت تحتاج للدواء والعلاج لكن الاحتلال كعادته رفض تقديمه لها متسائلا أين المجتمع الدولي والمدافعون عن حقوق الإنسان حين تكون الضحية فلسطينية والمجرم إسرائيليا” متسائلاً “ألا تستدعي معاناة الأسرى والأسيرات الذين يموتون ببطء بسبب سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال بحقهم أي تحرك لإنقاذهم”.المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار أشار إلى أن الشهيدة أكبر الاسيرات سنا وبارتقائها يرتفع عدد الشهداء الأسرى في معتقلات الاحتلال إلى 230 مبيناً أنها ضحية لسياسة الإهمال الطبي المتعمد حيث طالبت مؤسسات الأسرى مراراً الاحتلال بالسماح لسعدية مراجعة الطبيب لكنه رفض رغم تدهور وضعها الصحي ولا سيما في الأسبوع الأخير وازدياد عدد المرات التي تصاب بها بالإغماء وعدم قدرتها على الحركة.وأوضح النجار أن الاحتلال يحتجز 32 أسيرة فلسطينية في معتقل “الدامون” الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة حيث الرطوبة العالية إضافة إلى انعدام النظافة واحتجاز الاسيرات داخل زنازين ضيقة لافتاً إلى أن سياسة الإهمال الطبي تضاعف معاناة التعذيب النفسي والجسدي التي يتعرضن لها وتزيد الخطورة على حياتهن وخاصة الأسيرة إسراء الجعابيص التي تعاني من ألمالجروح والحروق الشديدة التي أصيبت بها جراء انفجار أسطوانة غاز كانت تنقلها في سيارتها نتيجة إطلاق قوات الاحتلال النار عليها قبل اعتقالها في تشرين الأول عام 2015.من جهته بين المتحدث باسم مفوضية الشهداء والجرحى في حركة فتح نشأت الوحيدي أن استشهاد الأسيرة فرج الله بسبب الإهمال الطبي يفتح ملف أسرى يعانون أمراضا متعددة جراء التعذيب النفسي والجسدي داخل معتقلات الاحتلال الذي يحرمهم من العلاج ويترك الأمراض تنهش أجسادهم ببطء الأمر الذي يتطلب من المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية التحرك العاجل والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الأسرى والإفراج عنهم.وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية طالب أمس بفتح تحقيق دولي في ظروف استشهاد الأسيرة فرج الله والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى وفي مقدمتهم المرضى والأطفال كما طالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والصليب الأحمر والمؤسسات والمنظمات والمجالس الأممية المختصة بتحمل مسؤولياتهم القانونية والاخلاقية تجاه ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال من إهمال طبي متعمد واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان توفير الحماية لهم والافراج الفوري عنهم.

سانا