أوائل الثانوية العامة باللاذقية: المتابعة اليومية وتنظيم الوقت من عوامل التفوق

يتفق الطلاب الحاصلون على المراكز الثلاثة الأولى في نتائج امتحانات الشهادة الثانوية العامة (الفرع الأدبي) بمحافظة اللاذقية على أن المتابعة اليومية للدروس وعدم مراكمتها والتركيز أثناء الدراسة بغض النظر عن عدد الساعات وتنظيم الوقت من العوامل الأساسية لتحقيق التفوق وليس النجاح فقط.

الطالبة سارة شريقي من ثانوية الشهيد لؤي سليمة صاحبة المركز الأول على مستوى المحافظة والثامنة على مستوى القطر بالفرع الأدبي أوضحت في تصريح لمراسلة سانا أنها كانت تواظب على متابعة الدروس بشكل يومي خلال المدرسة وتسجل أسئلتها على دفتر ملاحظات صغير لتستفسر عنها في اليوم التالي وما إن بدأت فترة الانقطاع قبل الامتحان حتى أعادت جدولة يومها بشكل مختلف ولا سيما أن لديها متسعاً أكبر من الوقت فوضعت برنامجاً زمنياً للدراسة مع الحرص على نيل قسط كاف من الراحة لاستعادة نشاطها وحيويتها والعودة للدراسة بزخم وتصميم أكبر.

المهندس سليم شريقي وإلهام جود والدا سارة أكدا أن تفوق ابنتهما يبعث على الفخر والسعادة فليس هناك لحظات أجمل من نجاح الأبناء الذي يعد بمثابة تتويج لتعبها وجهودهم وجهود مدرسيها معربين عن أملهما بأن تكتمل فرحة العائلة بتفوق أختها التي تقدمت لامتحانات شهادة التعليم الأساسي هذا العام.

الطالبة هبة ديوب من ثانوية الشهيد صالح محمود بجبلة التي حلت في المرتبة الثانية على مستوى محافظة اللاذقية والثالثة عشرة على مستوى سورية بمجموع قدره 2647 من أصل 2800 درجة أهدت نجاحها لروح والدها الشهيد نظام ديوب التي لم تفارقها يوماً وكانت ملهمها ومصدر قوتها وحافزاً لها للتفوق كي يكون فخوراً بها كما لو أنه لا يزال على قيد الحياة وفق حديثها لـ سانا.

وأضافت ديوب: “إنها كانت تحرص على حضور جميع الحصص الدراسية خلال الدوام وتناقش الأساتذة بما يدور في ذهنها من أفكار وتساؤلات ولم يبخلوا عليها بأي معلومة فوضعها المادي لا يسمح لها كغيرها من صديقاتها بالتسجيل في دورات تعليمية أو دروس خصوصية لذا قررت الاعتماد على نفسها والاستعانة بمقاطع الفيديو التعليمية والجلسات الامتحانية التي كانت تبثها قناة التربوية السورية لسد الثغرات وترميم النقص في المواد إضافة إلى دعم عائلتها وإخوتها الذين كانوا خير سند لها.

السيدة رانيا العبد الله والدة ديوب عبرت عن فخرها وسعادتها بنجاح ابنتها رغم ظروفهم المعيشية الصعبة حيث إن منزلهم بالإيجار وحالتهم المادية أقل من متوسطة ومعاشها الوظيفي لا يكفي لتلبية احتياجاتهم المنزلية اليومية وتكاليف الدراسة الجامعية لإخوتها ورغم ذلك فإن هبة اعتمدت على نفسها وحققت هذا الإنجاز.

أما الطالب محمد إبراهيم الذي حل ثالثاً على مستوى المحافظة بمجموع 2638 من أصل 2800 درجة فقد دفعه شغفه باللغة العربية إلى اختيار الفرع الأدبي لتحقيق حلمه ومتابعة تحصيله الأكاديمي بدخول قسم الأدب العربي بالجامعة مشيراً إلى أنه اعتمد على الفترة الصباحية لدراسة المواد الأساسية الضخمة لأنها تحتاج الكثير من التركيز والدقة لاستيعاب المعلومات وترسيخها في الذهن ومع اقتراب موعد الامتحان كان لا بد من تكثيف عدد ساعات الدراسة والسهر إلى وقت متأخر للتأكد من مراجعة كامل المادة وفق تعبيره.

طلال إبراهيم وميساء محمود والدا محمد مدفوعين بمشاعر الأبوة حاولا قدر المستطاع تأمين ما يلزم وفق المتاح حيث كانت الأم متفرغة بشكل تام لتوفير أجواء مناسبة للدراسة في المنزل بعيداً عن الضغوط والضوضاء وتقديم الرعاية النفسية والدعم المعنوي ولا سيما أن لديهما ابنا ثانياً يتقدم لامتحان شهادة التعليم الأساسي وجاءت النتيجة مرضية بفضل من الله وجهود محمد التي لم تذهب سدى ومتابعتهما له وتعاون أساتذته وفق حديثهما لـ سانا.