منذ نعومة أظفاره نحت وليد مراد حكايته مع الحجر السوري.. تلك الحكاية التي تمتد منذ عام 1975 حين كان يمتلك منشرة حجر وكسارات في جبال صيدنايا تلك المدينة المتربعة بين الصخر والأحجار المتشكلة بأعجوبة فتأثر بطبيعتها وتشكيلاتها والتقطها بأفكاره الخلاقة ولا سيما أنه ابن البيئة التي نشأ بها.
وأبصرت أعمال النحات الفطري وليد مراد الذي بلغ عقده السادس النور في معرضه الأول الذي افتتح مؤخراً في غاليري زوايا رغم أنه رقد طويلاً ينتظر موعداً يجمعه بمحبي هذا الفن الراقي وشكل المعرض مفاجأة حقيقية من حيث عدد المنحوتات وتنوع خاماتها وصياغتها بين حالات التجريد المتحرر من القيود وحضور الكتلة بتناغم مع الفراغ الداخلي لها ورحابة المكان المحيط بها.
ونظرا لعدم دراسة النحات مراد للفن بشكل أكاديمي إلا أن المهارات والأدوات التي يمتلكها عكست مدى تعلقه بالحجر السوري وصورت عشقه للفن كأنه يطوعه بين يديه ليروي عن طريق إعادة نحته لأحجار حكايات الحرب التي مرت على بلاده حيناً ويسطر أسمى آيات الفرح والسلام في أحيان أخرى واستنطق الصخور بما خبأته لتبوح بمكنونات تاريخ عمره عشرة آلاف عام.
وعن شراكته بالفنان لطفي الرمحين في معرضه الأول أوضح مراد أنها بدأت من معرفته به عام 1995 والتقاء أفكارهما ضمن نطاق فني بحت ومن ثم زياراته المتكررة لمشغله وتعاونه معه بعدد من الأعمال وصولاً لتنظيم معرضهما المشترك “حكايتنا مع الحجر” مضيفاً: استمددت منه الإرادة والصبر في العمل للحصول على المنحوتة بأفضل نتيجة ممكنة مؤكداً أنهما اجتمعا على حب الحجر والرخام في النحت عن غيرهما من المواد.