ندوة نقدية لمجموعة (طفلة ونشيد ومدينة) في ثقافي أبو رمانة

تتميز مجموعة الشاعرة أميمة إبراهيم “طفلة ونشيد ومدينة” بدلالاتها الرمزية العميقة وغوصها إلى عوالم الإنسان وبروز عنصر الموسيقا الداخلية النابع من ترابط الجمل والتراكيب والشعور الداخلي المريح والهامس النابع من انسجام حروف الهمس والجهر في النصوص.

واستطاعت القراءات النقدية للأديبين قحطان بيرقدار ومحمد الحفري في الندوة النقدية التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة الدخول إلى عوالم النص الداخلية واستنبطت محتواها ودلالاتها الرمزية.

وأوضح بيرقدار أنه حاول في قراءته أن يكون موثقاً أكثر من كونه ناقداً من خلال تقديم شرح واف عما تحتويه المجموعة ومضامينها على صعيد المعنى والشغل الفني والصور والخيال واستعراض شامل لكل ما ورد في المجموعة مبيناً أن هناك بعض الملاحظات منها حضور الذاتية في مجمل المجموعة بسبب قصائد الحب والحرب والأثر النفسي الصعب لهذه الحرب فالشاعرة كانت تضع من ذاتها في قصائدها والمجموعة موفقة وناجحة في قصيدة النثر.

وبين الحفري أن الشاعرة ابراهيم في غالب نتاجها تميل للكتابة التي لها علاقة بالبراءة وبالريف البعيد كنبع الماء والدروب ومواسم الحصاد والطبيعة فهي متأثرة بهذه العوالم التي اسقطتها في كتاباتها لافتاً إلى أن هذا العمل يتميز عن أعمالها السابقة بقساوته فقد كانت أقل قسوة في

مجموعتها سير الغيم بينما كانت في هذه المجموعة قاسية بسبب تأثر تبعات الحرب الظالمة على سورية.

وأوضحت الشاعرة إبراهيم في تصريح لسانا أن الناقدين كانا موفقين في الدخول إلى عوالمها الإنسانية والوجدانية وتمكنا من التقاط الكثير مما حاولت إخفاءه والمراوغة عليه في هذه المجموعة وقد قرأها بشكل عميق مشيرة إلى أن المجموعة تحمل الكثير من الوجداني خاصة القهر المتعلق بالحرب الذي حاولت الهروب منه ولكنه ظل خرج في نصوصها بشكل أو بآخر وهي في النهاية مع الشعر من أجل الإنسان.

أدارت الندوة الروائية سمر الكلس التي رأت أن الشاعر إبراهيم تحدثت في المجموعة عن آلامها وهمومها واستطاعت أن تخرج الطفلة الموجودة بداخلها من خلال الحس الوجداني الذاتي الموجود في نصوص المجموعة.