محيط تل قليب بالسويداء… معالم طبيعية وأثرية موغلة بالقدم

يشكل محيط تل قليب الواقع شمال بلدة الكفر بالسويداء فرصة للبحث والاستكشاف عن معالم طبيعية وأثرية تعكس الحضارة الموغلة بالقدم للمنطقة وطبيعة حياة الناس فيها آنذاك.

ويتميز محيط تل قليب بغنى أثري ناجم عن وقوعه بمنتصف مواقع أثرية محيطة به كبلدة الكفر وموقع سيع وضهر الجبل وكذلك بمحيط زراعي يدل على استيطان بشري قديم كما كان هذا الموقع ممراً لطرق كثيرة من شمال المحافظة إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها.وبين الباحث في مجال الآثار الدكتور نشأت كيوان لمراسل سانا أن هذه المنطقة شهدت أعمال مسح أثري بدءاً من عام 1974 مع عدة دراسات بالتعاون مع باحثين أوروبيين وتبين من خلال الاعتماد على الصور الجوية القديمة إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة بأن الأراضي المحيطة بتل قليب خضعت لتقسيم مساحي قديم حدوده متعامدة ومنتظمة وتبعد عن بعضها بمقدار 540 متراً بحيث تم تقسيم المشهد الطبيعي الزراعي بين سيع وتل قليب هندسياً على شكل أشرطة متعامدة باتجاه شمال جنوب كما تبين وجود طرق وحدود تخدم الحقول لكن جرى تغيير في معالمها بعد عمليات ضم أراضي المزارعين عام 1890 وغيرها من الأحداث التي غيرت من هذا التقسيم.وأوضح أنه من خلال التقصي في المنطقة تبين وجود عناصر معمارية ولقى أثرية تدل على مواقع زراعية قديمة محفوظة في محيط تل قليب وضع لها الباحثون أرقاماً لتسهيل دراستها كما كان يوجد معبد روماني على كتف التل أقرب ما يكون إلى القمة خصص للعبادة وكان بمثابة نقطة مراقبة كما يقع إلى الجنوب منه موقع تل ظهير.وأشار كيوان إلى أنه جرى تقسيم الأراضي الواقعة بين تل قليب الذي يعد من أعلى القمم في المنطقة ويرتفع 1803 أمتار عن سطح البحر وموقع سيع وفق نظام الأشرطة الزراعية.

ووفقاً للباحث كيوان فإن المسوحات الأثرية كشفت عن عدة مواقع محيطة بتل قليب وكذلك حدود الحقول والطرق والمباني المحفوظة بالكامل او بشكل جزئي بحيث يمكن التمييز بين 3 مجموعات في محيط الموقع أولها المباني المتعلقة بالنشاطات الزراعية كمعاصر الزيتون أو الكرمة ومخازن الغلال وأماكن درس القمح وثانيها القبور المخروطية أو البرجية وثالثها المساكن المتجمعة والمتبعثرة.واختتم كيوان حديثه بالإشارة إلى وجود مبان ضخمة مشيدة داخل أراض مسورة ومزودة بأبراج في محيط التل منها ما ندعوه حالياً بقصور قرماطة في منطقة ضهر الجبل لافتاً إلى أن الدراسات والأبحاث الأثرية تدل على استمرار استيطان هضبة القليب منذ العصر الحجري النحاسي حتى يومنا هذا وذلك رغم التعديلات التي طالت حقولها ومساحاتها.

سانا