سكينة الضرف.. تقهر السرطان وتؤسس عائلة مستقرة

من قوة الإيمان بالشفاء وقهر المرض استمدت السيدة الخمسينية سكينة الضرف الإرادة لخوض معركة مواجهة المرض الخبيث الذي يدعى السرطان قبل نحو 25 عاماً عندما كانت شابة جامعية مفعمة بالحياة تتابع دراستها في قسم الأدب العربي بكلية الآداب في جامعة تشرين.لحظات ممزوجة بالألم والحزن تارة وبالأمل تارة أخرى سردتها السيدة الضرف في حديثها مع مراسلة سانا عندما كانت تستذكر قصتها عند اكتشاف إصابتها حيث أوضحت أنها كانت تستمع إلى معاناة صديقتها دائمة الشكوى حول ألم تشعر به في صدرها والخوف الذي ينتابها حتى رافقتها إلى الطبيب وتبين أن السبب غير ذي أهمية.السيدة الضرف التي تزوجت بعد شفائها من السرطان وأنجبت ولدين تابعت القول: “في أحد الأيام لاحظت وجود كتلة صغيرة في الثدي الأيمن لكن لم آخذ الأمر على محمل الجد وأبعدت جميع المخاوف والشكوك حول إمكانية إصابتي بالمرض ولم أتوقع أن تكون الكتلة سرطانية كوني صغيرة السن”.

وأضافت الضرف: “حاولت تجاهل التفكير بالموضوع إلا أن الخوف تمكن مني وبدأت الأفكار السلبية تتبادر إلى مخيلتي ولم أنجح بإخفاء ما يقلقني والشكوك التي تراودني عن اخوتي الذين أخبرتهم بكثير من الحياء والخجل ولكي نقطع الشك باليقين اتفقنا على ضرورة مراجعة الطبيبة للاطمئنان أن كل شيء بخير وكان حديث الطبيبة عن استحالة إصابتي بالسرطان كونه يهاجم السيدات الكبيرات بالسن وأنني ما زلت في الخامسة والعشرين من العمر يبعث على الراحة وطلبت منا مجموعة من الفحوص الطبية وصورة للصدر وبعد الاطلاع على النتائج أخبرتنا الطبيبة بضرورة إجراء خزعة للتأكد أن الكتلة سليمة وذهبنا إلى طبيب آخر أكد الحاجة إلى إجراء عملية جراحية واستئصال الثدي”.وتابعت الضرف: “وقع الخبر علي كالصاعقة.. استغرقت بعض الوقت لأتمكن من تمالك أعصابي ولملمة نفسي وتقبل الصدمة .. كيف سأفقد جزءاً من جسدي عدا عن العلاج الكيميائي وآثاره على الصحة الجسدية والنفسية.. كان الأمر أشبه بكابوس مخيف.. وجدت نفسي وسط دوامة وشريط كامل من الذكريات مر أمام عيني يدفعني للبكاء والضحك في آن معاً وقلت لنفسي علي أن أكون قوية لأجل الجميع”.

ولفتت الضرف إلى أن رحلة العلاج في دمشق استمرت على مدى عام ونصف العام تقريباً تلتها فحوص دورية كل ثلاثة أشهر ثم كل ستة أشهر ثم بشكل سنوي ولم يكن الاستئصال الجراحي والجلسات العلاجية بالأمر السهل.وقالت الضرف: “الشفاء يستحق العناء.. مرت أيام أكثر من صعبة علي إلا أنني بقيت متماسكة وأكثر إصراراً على الحياة والتعلق بالأمل بفضل دعم كل من كانوا حولي وإلى جانبي لأتجاوز محنتي رغم حالات الإحباط واليأس التي كنت أمر بها وها أنا اليوم مع زوجي وأبنائي بين أفراد عائلتي أعيش حياتي الطبيعية بالكثير من الفرح والسعادة”.واختتمت حديثها بالقول: “أريد أن تعلم كل سيدة وفتاة أهمية الكشف المبكر عن السرطان والفحص الذاتي الشهري للثدي وعدم التردد في زيارة الطبيب واستشارته في حال ملاحظة أي تغيير فلا أحد يعرف جسدك خيراً منك كما أن عليهن معرفة أن 80 بالمئة من اورام الثدي قابلة للشفاء وان التشخيص المبكر يرفع نسبة الشفاء إلى 90 بالمئة والشفاء التام” مشددة على أن الشجاعة في مواجهة المرض خير من الهروب منه.

سانا