لم تقتصر الدراسات العلمية للباحثين في جامعة البعث على طرحها في قاعات السيمنار أو مناقشتها بل تعدت مضمار الجامعة لتنخرط في المجتمع محققة الغاية التي وجدت لأجلها كما هو الحال في بحث الشابة انتصار اسماعيل الذي حمل عنوان (معداد الكفيف المغناطيسي لجميع أنواع العمليات الحسابية) وحصل على براءة اختراع نظراً لأهميته العلمية في المجال التربوي.
وأوضحت الباحثة إسماعيل وهي خريجة كلية التربية اختصاص (معلم صف) في حديثها لنشرة سانا الشبابية أن جهاز المعداد المغناطيسي يحوي مؤشرات حسية وبصرية ولمسية وحركية تساعد على بناء العمليات العقلية وتطوير مهارات اللغة والإدراك والانتباه والحفظ والذاكرة التي لها دور كبير في تثبيت المعلومة الرياضية عند ذوي الإعاقة من أطفال التوحد وفرط النشاط وداون والتأخر العقلي والكف البصري وصعوبات التعلم من المتفوقين والموهوبين حيث يهدف البرنامج إلى تعليم الأطفال اتقان لغة الرياضيات كلغة مقروءة ومكتوبة ومسموعة من عمر 4 سنوات إلى عمر 17 سنة والتفرقة بين الخلل النمائي والخلل التعليمي أو الأكاديمي.
وأكدت الباحثة أنها بدأت بإعداد بحثها منذ 7 سنوات وعملت للحصول على براءة الاختراع منذ 4 سنوات تخللها اتباع العديد من الدورات التربوية ودورات تطوير الذات في الكثير من المعارف حيث قامت بتفريغ مادة الرياضيات من المناهج الدراسية كاملة واختصرت الأهداف الدراسية بكل مرحلة وعملت على تحقيقها بزمن قياسي كما عدلت على ترتيب المادة التعليمية لكي تتناسب مع الأطفال ذوي الإعاقة من المتفوقين بما يسهم في تطوير قدراتهم ورفعها لأعلى مستوى لاستثمارها خلال الأعمار المتقدمة عبر تطوير الجانب الأيمن من الدماغ الذي يعتمد عليه الأطفال من عمر السنتين إلى ثماني سنوات.
وقالت: يتضمن بحثي المعداد المغناطيسي ودليل معلم ونوتات أو جلسات تعريفية وبطاقة تقييم مرافقة للمدرب الذي يعمل مع الطفل لرصد التغيرات التي طرأت عليه من عدة جوانب عبر خط بياني تصاعدي أو تنازلي كي تحمل الأم بطاقة تعريفية كاملة للطبيب تسهم في علاج طفلها.
كذلك أوضحت أنها بدأت بالمرحلة الأولى والتي تسمى ما قبل العد بعمر سنة وثمانية أشهر وحتى أربع سنوات لتحديد التطور النمائي عند الأطفال علماً أن بحثها اعتمد على شقيه النظري والعملي فأصبح بإمكان المكفوف البصري الاستغناء عن بريل واستعمال المعداد المغناطيسي لإتقان لغة الرياضيات كأقرانه الطبيعيين.
أما جهاز المعداد فهو سهل جداً حسب قولها إذ لا يعتمد على الكهرباء أو الشحن أو البطارية لكونه عبارة عن حركات تآزر حسي حركي بصري وقد تم تدريب أول فريق سوري من جامعة البعث على البحث والمعداد لتتبعه فرق تدريب من عدة مناطق في طرطوس وبانياس وكسب.
وأكدت اسماعيل أن حصولها على حماية الملكية الفكرية من وزارة الثقافة وعلى براءة الاختراع من وزارة التجارة الداخلية دفعها لتطوير بحوثها التربوية خدمة للمجتمع وأبنائه فهي تقوم حالياً بالعمل على جهاز جديد باسم (نول داون) وهو عبارة عن آلة يدوية تعتمد على تشبيك القطع الفنية بالاعتماد على الرياضيات وتحويل الخيط إلى مادة فنية وهي حصرياً لأطفال داون.
وتمنت الباحثة في ختام حديثها أن تلقى براءة الاختراع التي حصلت عليها للمعداد المغناطيسي الاهتمام واليد التي ترعاها وأن تطبق في المجال التربوي وخاصة غرف المصادر لكونها تصقل أداء المعلمين.