مسيرة غنية بالمنجز الثقافي والإعلامي ومحطات عملية للكاتب والسيناريست القدير حسن م بوسف كانت محور الندوة الحوارية التي أقيمت اليوم في صالة المركز الثقافي في مدينة طرطوس.
الندوة التي أدارتها الكاتبة ميرفت علي أكد خلالها يوسف أنه رغم الفرص والعروض التي قدمت له للعمل في الخارج لم يندم أبداً على عدم ترك وطنه فسورية وعائلته بالنسبة له هما الأغلى في حياته وأغنى من جميع تلك العروض.
وبين أنه يحاول من خلال أعماله تقديم صيغة موازية للواقع وليست متطابقة معه على الإطلاق مؤكداً أن الفن أرقى أشكال الاقتصاد.
الصحافة لم تقيد الكاتب يوسف وإنما العبرة في ترابها حسب تعبيره فإن كان داخل حوض صغير ظل كما هو وإذا زُرع في حديقة أصبح عملاقاً موضحاً أنه أغنى نفسه بنفسه فرغم تنوع مجالات العمل التي خاضها وكل مجال يحتاج عمراً كاملاً لإتمامه فمن الأدب الإنكليزي إلى نواح عدة كالرسم الضوئي والفن التشكيلي والقصة وغيرها من الفنون لكنه عاش حب السينما من أول فيلم وعشقها لدرجة أنه كان يقف على باب سينما الفردوس بمدينة جبلة وتعلم كتابة السيناريو من خلال سماعه للحوار وتخيل الشخصيات والأحداث.
يرفض السيناريست القدير أن تطلق عليه صفة العصامية فهو ليس عصامياً لأن العصامي بحسب تعبيره هو الذي يكتفي من ذاته فالفرنكات التي أرسلها له أهله ليكمل دراسته لم تكن فائضة عن حاجتهم ولولاهم لم يتعلم فهو ليس نتاج نفسه وليس عصامياً وإنما نتاج هؤلاء الفقراء الذين ضحوا لكي يتعلم.
ويروي يوسف كيف أن الأدب هو الذي أخذه إلى الصحافة حيث كانت بدايته بالمجموعة القصصية عام 1976من خلال تحد له مع زميلة بالجامعة لكتابة قصة فكان الفوز حليفه ونشرت أول قصة له بمجلة جيل الثورة وهنا رأى أن الكلمة حولته من شبح إلى شخص فالكلمة قبعة الإظهار بالنسبة له على خلاف الحكايات الخرافية التي يلبس بها البطل قبعة الإخفاء لذلك سافر إلى دول العالم بأجنحة الكلمة.
وأجمل ما يمكن أن تقدمه الحياة للإنسان حسب يوسف هو الأصدقاء الحقيقيين ويستذكر منهم فواز الساجر من أبناء جيله الذي وصفه بالشخص البهي المدهش لعمق ثقافته بما تعنيه الكلمة من معنى مؤكداً أنه يزداد شباباً وحيوية وإبداعاً لمخالطته الأجيال الشابة التي تبث الحياة بداخله وتعطيه طاقة إيجابية.
مداخلات الحضور وتساؤلاتهم الموجهة للكاتب تمحورت حول كيفية إعادة جيل الشباب إلى القراءة والثقافة والأدب وإعادة الحالة الثقافية إلى سورية كما كانت عليها سابقاً ومحاولة إعادة طرح قضايا موروثة رغم مرور الزمن عليها وإمكانية مقاربة هذه القضايا في الزمن الحالي وكيفية تطوير الكاتب المبتدئ التي تتطلب الكثير من التعب للوصول إلى الهدف المنشود