العزيمة والإيمان يقودان جرحى الجيش في طرطوس إلى مقاعد امتحانات الشهادة الثانوية

الجراح والإصابات التي لحقت بهم خلال معارك الدفاع عن الوطن زادتهم إصرارا على إكمال مسيرة حياتهم بإيمان راسخ وعزيمة وتطلع إلى المستقبل ليواصل جرحى الجيش العربي السوري في طرطوس الذين تلقوا دعم مشروع جريح الوطن التقدم إلى امتحانات شهادة الثانوية العامة كما رفاقهم في باقي المحافظات.

وقبيل دخولهم إلى قاعة الامتحان في المركز الصحي بمدرسة الشهيد هاشم يوسف حاورت مراسلة سانا عدداً منهم حيث أكد الجريح يوسف علي حمود 25 عاماً والذي تعرض لطلق ناري أصابه بشلل رباعي إصراره على نيل الشهادة الثانوية بعد أن نال العام الفائت شهادة التعليم الأساسي.

الجريح مجد مظهر رحال الذي أصيب في منطقة السخنة بفقد طرفيه السفليين بنسبة عجز 100 بالمئة بين أنه يقدم الامتحانات بإرادة وتصميم على النجاح بهدف التسجيل في كلية الحقوق ليساهم في بناء وطنه بعلمه وعمله كما ذاد عنه بجسده.

ولم تدفع الإصابة التي لحقت بالجريح رمضان محمد البودي 43 عاماً بفقد بصر كلي إلى الاستسلام بل كانت حافزاً له لتقديم الامتحان ومتابعة تحصيله العلمي منوهاً بمشروع جريح الوطن لما يقدمه من دعم وتمكين للجرحى.

“إصابتي لم تثن عزيمتي” هكذا قال الجريح محمد علي قموحي الذي يطمح رغم فقدان بصره الكلي أن ينال الشهادة الثانوية وينتسب إلى معهد الموسيقا الذي طالما حلم به.

غنوة عبد الرحيم مديرة مشروع جريح الوطن في طرطوس بينت لمراسلة سانا أن المشروع قدم منذ بداية العام الدراسي دروس تقوية ومعاهد تدريسية للجرحى الذين يسمح وضعهم الصحي بارتيادها كما تم تجهيز كل مستلزمات العملية التعليمية وتنظيم ورشات تفاعلية وجلسات تقييم لإعداد الجرحى في فترة ما قبل الامتحانات وتأمين نقلهم من وإلى المركز.

مدير المركز محمد خلوف بين أن عدد المتقدمين الجرحى للامتحانات العامة للتعليم الأساسي والثانوي بلغ 52 طالباً منهم 23 متقدماً بشهادة التعليم الأساسي و29 متقدماً للثانوي مؤكداً أن المركز مجهز بشكل كامل من قبل دائرة صحة طرطوس عبر تامين سيارة إسعاف مجهزة وطبيبة وكادر تمريض في حال حدوث أي عارض.

وأكد مدير التربية في طرطوس علي شحود أنه تم تجهيز المركز الصحي بكل لوازم العملية الامتحانية وتأمين الاستكتاب أو الاستقراء وفق حالة كل جريح ليؤدوا امتحانهم بشكل متميز وجيد لافتاً إلى أن هذا العام شهد دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة مع الجرحى لتقديم امتحاناتهم حيث تم توزيع الطلاب بناء على حالاتهم الصحية بهدف تحقيق حالة تربوية متميزة.