انطلقت صباح اليوم في دمشق أعمال الاجتماع الرابع السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين.
وشهدت قاعات قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق عددا من الجلسات جمعت ممثلي الوزارات والمؤسسات المعنية من الجانبين السوري والروسي ناقشوا خلالها مواضيع حول الاعلام والاقتصاد والأوقاف والتعليم العالي والعدل والداخلية والثقافة والتجارة والزراعة والنقل والصناعة.
وفي الجانب الإعلامي الذي جمع بين وزارة الاعلام السورية وممثلي وزارة التنمية الرقمية والاتصال ووسائل الإعلام لروسيا الاتحادية أشار معاون وزير الإعلام أحمد ضوا في تصريح للصحفيين إلى أنه تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون في المجال التقني والتدريب الإعلامي لافتاً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تعاوناً جيداً بين الجانبين في مجالات الإعلام والطباعة والتصوير كما يجري العمل لإنجاز اتفاقية أعدت مسبقاً تضمن غطاء قانونياً وتشريعياً لهذا التعاون الذي نتطلع لأن يكون بمستوى العلاقات السياسية.
وأوضح ضوا أنه فيما يتعلق بعودة اللاجئين اتخذت سورية العديد من الإجراءات وأصدرت قرارات ومراسيم عفو في سبيل توفير عودة آمنة لهم لكن هناك أجندات سياسية تقف في وجه تحقيق ذلك.
وعبرت مديرة التنمية الرقمية في وزارة الاتصال ووسائل الإعلام الروسية لارينا ايكتيرينا عن أملها بالوصول إلى نتائج عمل مهمة لتعميق العلاقات في المجال الإعلامي والتقني بين البلدين.
وفي مجال الاقتصاد ناقش الجانبان سبل تفعيل اتفاق التعاون التجاري والاقتصادي الموقع بين سورية وشبه جزيرة القرم نظراً لاستكمال جميع الإجراءات الادارية والقانونية وتبادل البيانات حول المواد التي يمكن تصديرها وفق معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لشؤون التنمية الاقتصادية رانيا أحمد مبينة أن النقاش شمل أيضاً تطوير العلاقات التجارية وطرق الشحن بما يسهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين.
النائب الأول للممثل الدائم لجمهورية القرم سيرغي قودرين أشار إلى أن “البيت التجاري سورية القرم” الذي شكل بموجب اتفاقية وقعت عام 2019 يعد مركزاً لتبادل العروض التصديرية وإبرام الصفقات التجارية بين البلدين كاشفاً أنه ستتم غداً مناقشة تأسيس شركة شحن مشتركة لتوريد المنتجات بين الطرفين عبر القرم إلى روسيا.
وركز اجتماع وزارة العدل السورية مع ممثلي وزارة العدل بروسيا الاتحادية حول مشروع الاتفاقيات المزمع توقيعها بين الجانبين للتعاون بالمجال القضائي والقانوني وسرعة إنجازها وفق معاون وزير العدل القاضي نزار صدقني.
من جانبه أشار نائب مدير المديرية في وزارة العدل الروسية ديميتري بيبكن إلى أهمية تطوير التعاون بين البلدين في المجال القانوني ومكافحة الجريمة الالكترونية وتعزيز التفاهم المشترك لمنع الجرائم الدولية في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النظم الذكية وميادين أخرى.
وناقش ممثلو دائرة الرقابة المالية الاتحادية الروسية ومصرف سورية المركزي ووزارة الداخلية سبل تطوير التعاون في مكافحة غسل الأموال الناجمة عن الجريمة وتمويل الإرهاب حيث تم استعراض الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية في ملاحقة جرائم غسل الأموال والتحقق من مصادرها مثل مكافحة العمليات المرتبطة بتجارة المخدرات وجرائم الإرهاب والأسلحة ونقل المهاجرين بصورة غير شرعية وسرقة الآثار وتهريبها والابتزاز والخطف.
وبين أمين سر هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في سورية عمار معروف أن الاجتماع ركز على تقديم المساعدة الفنية واللوجستية للهيئة وتدعيم عمل مجموعة العمل المالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعملية المراجعة التي ينفذها فريق مراجعة التعاون الدولي
وفي اجتماع آخر اطلع وفد المنظمة الوطنية للقوميات والشعوب في روسيا برئاسة أليك ماكليان من ممثلي وزارة الأوقاف على تجربة الوزارة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف بينما تحدث ممثلو وزارة الثقافة برئاسة معاون وزيرة الثقافة المهندسة سناء الشوا عن الإبداعات السورية في مجال الفن والأدب والموسيقا والمسرح وقصص نجاح الشباب السوري بعدة مجالات فنية وثقافية.
وعبر ماكليان عن أهمية اطلاع الشباب الروسي على إبداعات الشباب السوري وعلى التجارب السورية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف كاشفاً أنه يتم تجهيز اتفاقية تعاون بين المنظمة ووزارة الأوقاف بهذا الشأن.
وفي مجال التعليم العالي ناقش ممثلو إقليم ريازان الروسي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي سبل تطوير التعاون التقني والعلمي المشترك في مجالات التدريب وتبادل الطلاب والأساتذة للاستفادة من الخبرات الروسية وفق الدكتورة فاديا ديب معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي التي لفتت إلى أنه تمت مناقشة أسس التعاون لجهة متابعة الطلاب السوريين تحصيلهم العلمي في الجامعات الروسية وتطوير العملية التعليمية واعتماد الأساليب الحديثة في التدريس.
وأشار يغور موردوغ رئيس مجلس التعليم في إقليم ريازان الروسي إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التعليم العالي والتبادل الثقافي والعلمي لافتاً إلى وجود خمس جامعات في الإقليم من مختلف الاختصاصات يمكن للطلاب السوريين متابعة تحصيلهم العلمي فيها وتلقي التدريب المناسب.
وخلال اللقاءات التي جرت بعد ظهر اليوم وقعت جامعات حلب وتشرين والسورية الخاصة اتفاقيات تعاون مع جامعة تولا الروسية الحكومية وجامعة سانت بطرسبرغ في مجالات الهندسة والنظم وبحثوا آفاق التعاون في مجال التعليم والبحث العلمي.
مدير مديرية المعاهد في جامعة حلب الدكتور محمود رحال أشار في تصريح لـ سانا إلى أنه تم خلال الاجتماع توقيع 3 اتفاقيات بين جامعات روسية وسورية حكومية وخاصة موضحاً أن الجامعات ستتواصل مع بعضها لتحديد تفاصيل هذا التعاون ومجالاته.
وبين رئيس الجامعة السورية الخاصة الدكتور محمود سلوم أن الاتفاقيات تنص في إطارها العام على تعزيز التعاون العلمي المشترك في مجال تبادل الطلاب والأساتذة والمشاركة في الندوات العلمية لافتاً إلى أن الجانب الروسي قدم خلال الاجتماع مجموعتين من المنح الدراسية وتم استعراض اختصاصات الجامعات ومجالات عملها.
ممثلة عن منظمة عموم روسيا الاجتماعية واتحاد مهندسي الميكانيك في روسيا مارينا زاخاروا أوضحت من جانبها أن الوفد الروسي يتكون من رؤساء مؤسسات التعليم العالي الرئيسية في روسيا التي تختص في تدريب الخبراء والطلاب بمجال الميكانيك وأن اتفاقيات التعاون بين الجامعات الروسية “تولا الحكومية وسانت بطرسبرغ” هي لتطوير علاقات التعاون بين الجانبين.
بدوره أشار ممثل من إحدى الجامعات الروسية ماكسيم بوندريف إلى أن الجامعات الروسية تسعى من خلال الاتفاقيات الموقعة إلى توسيع آفاق العلاقات بين مؤسسات التعليم العالي السورية والروسية وتطوير التعاون في مجال التعليم والعلوم ودعم الطلاب والمعلمين نفسيا أثناء التعليم.
وفي المجال الصحي بحث ممثلو وزارة الصحة السورية مع ممثلي وزارة الصحة وقطاع التعليم في روسيا الاتحادية إمكانية توسيع علاقات التعاون في مجالات الصحة والتعليم والتدريب المهني للطلاب في الكليات الطبية والأطباء السوريين في صفوف الجيش العربي السوري.
وأكدت مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة الدكتورة وئام حيدر أن الجانب السوري مهتم بزيادة التعاون ليشمل جميع القطاعات الصحية والأدوية وتدريب الأطباء في المرحلة الجامعية ومرحلة ما بعد الاختصاص لافتة إلى أنه سيتم إعداد برنامج تنفيذي ليكون رديفاً للاتفاقية الموقعة بين الجانبين عام 1999 وموافاة الجانب الروسي به لدراسته وتقديم الاقتراحات اللازمة لتطبيقه على أرض الواقع بأسرع وقت.
من جهتها أوضحت معاون رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة ثريا إدلبي أنه ستتم دراسة
أي مقترح يقدم من قبل الجانبين لإضافته إلى بنود الاتفاقية المذكورة بهدف توسيع مجالات العمل والتعاون المشترك.
نائب وزير الصحة الروسي الدكتور اندريه بلوتينتسكي أشار إلى ضرورة أن يشمل الاتفاق الجديد جميع الأمراض بينها السرطان وعمليات القلب والعيون ومجالات أخرى مؤكداً استعداده لمناقشة التعديلات المقترحة على الاتفاقية خلال فترة تواجدهم في سورية بهدف تفعيلها.
مدير قطاع التعليم والدراسات العليا في وزارة الصحة الروسية الدكتورة لينيكوفا لودميلا أعربت عن استعداد بلادها لاستقبال وتدريب أطباء سوريين لفترات قصيرة في أحدث المشافي الروسية وتقديم التعليم لأربعة أطباء من كل اختصاص والأدوية بالأسعار نفسها التي تباع للمواطن الروسي.
إلى ذلك ركز لقاء جمع ممثلي وزارتي العدل في سورية وروسيا الاتحادية على ضرورة شرح المصطلحات العالمية فيما يتعلق باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث بين رئيس مكتب الخبرات القضائية وعضو إدارة التشريع في وزارة العدل القاضي عمار بلال في تصريح لمراسلة سانا أن الوفد الروسي طرح الخطوات التي يقوم بها بغية توضيح المصطلحات العالمية التي يتم استخدامها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مشيراً إلى أن الحركة التشريعية في سورية تحتاج لهذه التجارب لمواجهة العقوبات القسرية المفروضة عليها.
كما تركز لقاء العمل بين ممثلي دائرة محضري المحكمة الفيدرالية لروسيا ووزارة العدل السورية حول موضوع إجراءات ضمان سلامة القضاة والمحاكم.
معاون وزير العدل نزار صدقني ذكر في تصريح لمراسل سانا أن هذا الاجتماع هو الأول وهو تمهيد لاجتماعات لاحقة موضحا أنه تم شرح آلية العمل في كلا البلدين بهدف التوصل إلى اتفاقات للتعاون المشترك وآلية عمل دائرة المحضرين وتنفيذ الأحكام وآلية حماية المحاكم في الاتحاد الروسي وسورية.
يذكر أن أعمال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام تتضمن جلسة مشتركة للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية والروسية بحضور ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى وذلك في قصر الأمويين للمؤتمرات.
كما تشمل أعمال الاجتماع لقاءات مشتركة من الجانبين في مختلف المحافظات ضمن قطاعات الاقتصاد والتجارة والتعليم العالي والإعلام والتربية والصحة والاتصالات والعدل والثقافة والإدارة المحلية والبيئة والطاقة والزراعة والإصلاح الزراعي والنقل والصناعة إضافة إلى فعاليات توزيع مساعدات إنسانية وكتب مدرسية في عدة مناطق.
وكان المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين عقد فعالياته في شهر تشرين الثاني من عام 2020 حيث أكد بيانه الختامي استعداد سورية لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن ومواصلة الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المناسب للاجئين وزيادة مساهمته ودعمه لسورية من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار وتقديم الرعاية الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية ونزع الألغام.