أكدت اختصاصية أمراض النساء والتوليد الدكتورة رنوى بلال أهمية الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وإجراء فحص اللطاخة للكشف عن أي تبدلات خلوية بما يتيح فرصة أكبر للعلاج والشفاء التام لهذا النوع من السرطان الذي يتطور ببطء على مدى أعوام.
وأوضحت الدكتورة بلال لمراسلة سانا أن سرطان عنق الرحم يظهر بعمر 45 عاماً إلا أن الإصابة تكون قد بدأت في العشرينات أو الثلاثينات وتظهر الدراسات أن 99 بالمئة من هذا السرطان ناتج عن الإصابة بالفيروس الحليمي الإنساني مشيرة إلى مسألة مهمة جداً وهي أن كل مريضة مصابة بسرطان عنق الرحم هي مصابة بالفيروس ولكن ليس كل سيدة مصابة بالفيروس ستصاب بالسرطان.
ولفتت الاختصاصية الحائزة على شهادة البورد السوري في أمراض النساء والتوليد والدبلوم الأمريكي في طب التجميل النسائي إلى أنه لا أعراض واضحة أو شكاية من قبل السيدة المصابة في المراحل المبكرة بالسرطان وهنا تكمن أهمية الكشف الدوري بإجراء فحص اللطاخة أما في المراحل المتأخرة فالأعراض الأساسية هي النزف إضافة إلى الألم الحوضي وغيرها مبينة أن حدوث الحمل المبكر وتعدد الولادات والتدخين ونقص المناعة من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
وأوضحت الدكتورة بلال أن اللطاخة هي عبارة عن فحص خلوي لخلايا عنق الرحم وهو إجراء بسيط ومجاني في المراكز الصحية لافتة إلى أهمية التوعية عبر المراكز الصحية والمستشفيات والعيادات الخاصة بخطورة هذا السرطان والتأكيد على أن الكشف المبكر عنه يعني الشفاء التام 100 بالمئة.
وعن رحلة العلاج بينت الدكتورة بلال أن العلاج يختلف حسب مراحل انتشار الورم ويتراوح بين الجراحي والشعاعي أو الاثنين معا ففي حالة “السرطان الموضع” يكفي استئصال الرحم والعنق للشفاء الكامل وهذا ما حدث مع سيدة أجرت اللطاخة وكان لديها “سرطان موضع” وباستئصال الرحم كان شفاؤها بنسبة 100 بالمئة لتتابع حياتها بصحة وعافية مضيفة إن نسب الشفاء تختلف حسب المراحل حيث تصل إلى 95 بالمئة في المرحلة الأولى و75 بالمئة في المرحلة الثانية و50 بالمئة في المرحلة الثالثة و15 بالمئة في المرحلة الرابعة.
وقدمت الدكتورة بلال مجموعة من النصائح للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم منها إجراء اللطاخة لكل سيدة سنوياً وفي حال سلبيتها يتم إجراؤها كل 2 إلى 3 سنوات إضافة إلى تلقي اللقاح حيث هناك 3 أنواع من اللقاحات متاحة مع الإشارة إلى أن اللقاح لا يغني عن المتابعة الدورية.
واختتمت بلال حديثها بالتشديد على أهمية الحملة المقامة حالياً في سورية لكونها تستهدف السرطانات الأكثر انتشاراً حيث إن الكشف المبكر لها يعني الشفاء الكامل وبالتالي التخفيف من الألم والمعاناة عن المريض وكذلك العبء المادي والتعب النفسي للمصاب وأسرته لافتة إلى أهمية اتباع نظام حياة صحي متوازن غذائياً وممارسة الرياضة لتقوية المناعة والابتعاد عن التدخين واستشارة الطبيب.