مغنية الأوبرا السورية سوزان حداد نجمة الذكرى الـ 18 لتأسيس دار الأسد

صنف أساتذة الموسيقا خامة صوتها (بالنادرة) من حيث القوة والجمال والنوع والعمق حيث تستطيع مغنية الأوبرا السورية سوزان حداد أداء أكثر النوتات الغنائية من أخفضها إلى أكثرها علواً دون أن يفقد شيئاً من عمقه ورخامته.

سوزان التي ينتمي صوتها لطبقة (آلتو ميتسو سوبرانو) المنخفضة الرخيمة ستحل نجمة على الأمسية الكلاسيكية بمناسبة الذكرى الـ 18 لتأسيس دار الأسد للثقافة والفنون وتحييها الفرقة السمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان.

بدأت سوزان تعلم الموسيقا بدراسة السلالم الشرقية وسرعان ما انتقلت للدراسة الأكاديمية حيت تتلمذت على يد عراب الموسيقا الكلاسيكية بدمشق صلحي الوادي في المعهد العالي للموسيقا الذي وجد فيها صوتاً استثنائياً واعداً ولكون صف الغناء الكلاسيكي كان حديثاً في المعهد واجهت سوزان عدة صعوبات ما دفعها إلى البحث عن أساتذة من خارج ملاك المعهد فكانت تسافر الى حلب بشكل دوري لتلقي الدروس عند الأستاذة ومغنية الأوبرا السورية آراكس شكجيان.

وبعد تخرج سوزان في المعهد العالي للموسيقا عام 1999 بدأت مرحلة جديدة في أوروبا من خلال الدراسات العليا في الغناء الأوبرالي وعلوم الصوت بكونسرفتوار مدينة ماسترخت الهولندية بإشراف مغنين مهمين وكان لها فرصة لتدرس مع مغنيات عالميات كان لهن الفضل في تمكينها من تكنيك الصوت وأسراره أمثال إليانا كوتروباش وفيوريكا كورتيز.

حياتها المهنية العملية غنية بدأتها وهي طالبة في السنة الثالثة بدمشق عندما غنت مع السيمفوني السوري بقيادة صلحي الوادي أهم وأصعب الأعمال مثل رابسودي الألتو وكورال الرجال للمؤلف برامز وأغاني موت الأطفال للمؤلف غوستاف ماهلر وفي إيطاليا بدأت بالغناء في الفاتيكان بحضور البابا يوحنا بولس الثاني سنة 2002.

وقامت سوزان بغناء الدور الرئيسي بعروض أوبرا كدورها (دايدو) في أوبرا دايدو وإينياس للمؤلف بورسل ودورها (تسيتا) في أوبرا جينسكيكي للمؤلف بوتشيني كما غنت دور الآلتو في الأعمال الدينية العالمية مثل القداس الجنائزي للمؤلف موتزارت ودور الآلتو في أوراتوريو هاندل وشاركت في العديد من الأعمال الغنائية في سويسرا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وتونس ولبنان ومصر والباكستان والعراق والأردن والأرجنتين وفنزويلا.

مارست سوزان الغناء العربي إضافة إلى الغربي حيث ساعدها تعمقها في الموسيقا الشرقية التي أغنتها بعلوم الموسيقا الغربية وأساليب الغناء وعلوم الصوت مكنتها من إحياء حفلات حققت لها جماهيرية نوعية ولا سيما الحفلة المشهورة في باريس التي شدت فيها بالعمل التراثي السوري الخالد (اسق العطاش) كما قدمت حفلات بدمشق وغنت فيها روائع محمد القصبجي وأسمهان ومحمد عبد الوهاب.