لم يعد يخفى أنه عند التحدث عن الفن الطربي الملتزم وبعيداً عن المطروق والمتداول نتوجه إلى خامات صوتية قادرة على إبداع وتقديم قوالب موسيقية متنوعة وهو ما يتميز به المغني الشاب محمود الحداد الذي نجح بصوته الطربي في أن يخطف الأنظار بأدائه المحترف لأغاني الطرب الأصيل ولا سيما على مسارح دار الاسد للثقافة والفنون.
خامة صوته الشرقية مكنته من إثبات نفسه بتقديمه أداء مميزاً ومختلفاً في كل مرة يظهر فيها على المسرح حيث شارك الحداد في الغناء مع العديد من الفرق الأوركسترالية الوطنية بدمشق وكان ظهوره الأول كمغني “صولو” ومغني كورال مع أوركسترا نقابة الفنانين وبعدها انضم إلى الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية كمغني كورال ومن ثم مغني “صولو” معها بالإضافة إلى مشاركاته مع فرقة محلية.
وفي لقاء مع سانا الثقافية قال: “إنه في البداية لم يجد سوى الفن الملتزم كخيار له كونه لم يكن يمتلك أغنية خاصة به ولكنه بالانضمام إلى الفرقة الوطنية السورية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله عام 2013 والتي كانت نقطة تحول في مسيرته الفنية أكسبته خبرة كبيرة وهذبت من أدائه
الغنائي ليصبح قادراً على تقديم طبقة صوت ثابتة بالإضافة إلى توحيد صوته مع باقي أعضاء الفرقة للخروج معاً بكتلة موسيقية جميلة”.
ولفت الحداد إلى دعم دار الأسد له حيث تمنحه سنوياً أمسية خاصة به محاولاً في كل مرة تقديم “عنوان وهوية مختلفة” فالعام الماضي قدم أمسية بعنوان “من كل قطر أغنية” فكانت الأمسية مزيجاً من الأغاني التراثية لعدد من البلدان العربية.
وأكد الحداد أنه كفنان مثقف موسيقياً يتحمل مسؤولية تقديم الفن الطربي بمستوى فني عال فهو دائماً ما يختار أغاني سورية بحاجة لتسجيل جديد بهدف التوثيق بطريقة محببة للأجيال المتلاحقة وذلك بمساعدة الموسيقي طارق سكيكر.
وفيما يتعلق بمستقبل الفن الملتزم في ظل توافر وسائل التكنولوجيا بالتوزيع والتسجيل الموسيقي بين أنه عندما يتوافر ملحنون متميزون سيمتلكون مهارة تقديم لحن يتناسب مع الخامة الصوتية للفنان لضمان استمرار جماهريته فالأمر يتعلق بتفاصيل نجاح الفكرة بحسب تعبيره.
واختتم الحداد حديثه بـ “أنه مستمر بخطى ثابتة وبمشاريع جديدة حيث أنه كفنان لا يوجد مكان محدد يطمح بالوصول إليه لكنه يسعى للانتشار في مختلف الأماكن والدول العربية”.