أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معارضة بلاده لمحاولات فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي فرض هيمنتها على أفريقيا واصفاً ذلك بأنه “استعمار جديد”.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم مع وزير خارجية مالي عبد الله ديوب “نتابع محاولات فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى للهيمنة على مناطق في العالم غير أن هذه المحاولات لا تعجبنا ونعارضها” مذكراً بأن الاتحاد الأوروبي يعارض في الوقت نفسه ومنذ سنوات تطوير موسكو علاقاتها مع صربيا والبوسنة والهرسك وغيرهما من دول غرب البلقان.
وكشف وزير الخارجية الروسي أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ومفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل أبلغاه في أيلول الماضي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قلقهما إزاء تطوير موسكو اتصالاتها مع إفريقيا وخصوصاً مالي وأنهما بررا موقفهما هذا باعتبار أن أفريقيا هي “منطقة مسؤولية ونفوذ ومصالح الاتحاد الأوروبي”.
وتابع لافروف “إن روسيا لا تستطيع القبول بمثل هذه الأقوال الأوروبية لأنها تعكس حالة استعمارية جديدة وخالصة”.
وشدد لافروف على أن صدى الماضي الاستعماري الأوروبي لا يزال محسوساً حتى الآن وخاصة فيما يتعلق بالحدود التي تم ترسيمها دون مراعاة أي عوامل سوى الممتلكات الإستعمارية.
وأعرب لافروف عن أسفه الشديد للمعايير المزدوجة التي ينتهجها الأوروبيون بهذا الصدد وقال “نحن مستعدون لمناقشة أي مسائل دولية مع زملائنا الغربيين مثل فرنسا وأي دولة أخرى بشرط واحد هو الحوار المتحضر واحترام المصالح المتبادلة والأهم أن يكون ذلك على أساس احترام حق كل المناطق والدول التي يدور الحديث عنها مثل مالي في اختيار شركائها بشكل حر ودون أي إملاءات” مذكراً بأن فرنسا تحاول الآن أن تملي على مالي ماهية الدول التي يتعين أو لا يتعين عليها التواصل معها وهو أمر غير مقبول ولا يحسن سمعة فرنسا.