في عيدهم… عمال على أبواب التقاعد: القطاع العام فرصة لاكتساب الخبرة والمهارة

لا يقف التقدم في العمر عائقاً أمام تحقيق الأهداف فالتقاعد الذي يعتبره البعض نهاية المسار يجده آخرون بداية لمرحلة جديدة مختلفة يستعد المتقاعد فيها لتسليم الراية لمن بعده مقدماً له الخبرات والمهارات المهنية التي اكتسبها خلال سنوات عمله.بعد مسيرة طويلة من العمل يستعد المهندس وائل عبدو العامل في محطة دير علي لتوليد الطاقة الكهربائية بريف دمشق للتقاعد بعد نحو شهرين حسب ما أوضح لمراسلة سانا التي التقته في مكان عمله بالمحطة.

وقال عبدو المفعم بالحيوية والنشاط “أعمل في مجال إنشاء المحطات منذ أكثر من 32 عاماً بين محطتي تشرين الحرارية ودير علي بريف دمشق واكتسبت الكثير من الخبرات والمهارات من خلال عملي بالقطاع العام الذي أتاح لي المجال للتعليم والتدريب لأغدو فيما بعد مشرفاً على العمال الجدد”.وأضاف إن المهندس العامل في مجال الكهرباء بالقطاع العام ولا سيما بمجال إنشاء محطات التوليد باعتبارها مشاريع كبيرة نموذجية يكتسب خبرات ومهارات كثيرة وخير مثال على ذلك المهندسون الذين عملوا في محطة تشرين وينفذون حالياً الأعمال بمحطة الرستين باللاذقية والتي ستسهم برفد المنظومة الكهربائية باللاذقية.ولفت إلى أنه على مدار32 عاماً عمل في مجال الصيانة العامة ومشرفاً بمحطة دير علي فيما يعمل حالياً مع زملائه على تهيئة بعض المشاريع الصغيرة كحفر الآبار وتجهيزها لتزويد المحطة بالمياه وتجهيز مشروع جر مياه بلدة دير علي ومنطقة البيات للمحطة.واختتم عبدو حديثه بالتأكيد على استعداده التام لنقل خبراته حتى بعد التقاعد لكل من يرغب من العاملين في المحطات موجهاً رسالة للعمال في عيدهم مفادها “نحن باقون في سورية ندافع عنها بعلمنا وعملنا”

ومن مصياف بحماة ينقلنا غانم حمدان ابراهيم لذكرياته خلال سنوات عمله في معمل سكر تل سلحب الذي أمضى فيه 38 عاماً وتقاعد منذ نحو 4 سنوات وعاد مجدداً للعمل بناء على طلب الإدارة للاستفادة من خبراته بمجال الصيانة الكهربائية.ولفت ابراهيم خلال حديثه لمراسلة سانا إلى أنه درس في المعهد الهندسي بدمشق اختصاص كهرباء صناعية والكترون وتحكم وتنقل من عام 1980 إلى عام 2018 في عدد من الوظائف ضمن المعمل حيث عمل بقسم الكهرباء وفي ورشة الصيانة الكهربائية للتحكم الصناعي وبقيادة المحركات الكهربائية.ومن الأقسام التي عمل ابراهيم على تطوير العمل فيها قسم فرن الكلس عبر تركيب نظام حديث نوع (بي ال سي) وحساسات كهرومغناطيسية لسطلي فرن الكلس الرئيسي وخزان الحجر الاحتياطي ما أدى إلى تحسين شحن الفرن وتخفيف الأعطال وسهولة الضبط والمعايرة.أما في قسم تفريغ الشوندر السكري فعمل ابراهيم على تركيب نظامي تحكم لاسلكي “ريمونت كونتروول” عن بعد 60 متراً في جميع الاتجاهات بدلاً من كبلات تحكم كهربائية كانت تتحرك مع الآلة وذلك في أحواض الانتظار المخصصة لتفريغ الشوندر مشيراً إلى أنه تمكن أيضاً من تعديل لوحات سيور نقل السكر وزيادة كفاءتها بالعمل وتبسيط دارتها إلى جانب تحويل رافعة العنفات الجسرية من ميكانيكية الى تحكم كهربائي

العودة للعمل في نيسان 2022 كانت من أجمل الاشياء التي حدثت معي وجعلتني أشعر بقيمة الخبرات التي اكتسبتها من عملي بالقطاع العام” يقول ابراهيم مبيناً أنه تم الطلب منه العودة للمعمل بسبب نقص الكادر الفني والحاجة إلى خبراته حيث يعمل حالياً بمجال ترميم اللوحات واجراء الاختبارات لإنجاح دورة تشغيل إنتاج السكر.“أدعو جميع المتقاعدين الذين يحملون في جعبهم خبرات ومهارات ومعارف ألا يعتبروا التقاعد نهاية المسيرة وإنما نقطة انطلاق لبداية جديدة” بهذه الكلمات اختتم ابراهيم حديثه متمنياً للعمال في عيدهم دوام الألق والنجاح.

سانا