يعد النقاد مسلسل نهاية رجل شجاع أحد الأعمال المفصلية في مسيرة الدراما السورية لأنه سجل أسبقيات عدة فهو أول عمل درامي رمضاني تمتد حلقاته طوال الشهر الكريم وأضخم إنتاج للقطاع الخاص في سورية حتى تلك الفترة وأول مسلسل مقتبس عن رواية للأديب حنا مينه وكان فاتحة لأسماء مبدعة ستلعب دوراً فيما ستشهده الدراما السورية من أعمال.
يصور نهاية رجل شجاع الذي عرض للمرة الأولى في رمضان 1993 مرحلة صعبة من حياة السوريين زمن الاحتلال الفرنسي وحالة الفقر التي سببها الاحتلال للكثير من أهالي القرى آنذاك ما جعل الشباب يبحثون عن فرصة عمل لدى الإقطاعيين الذين تحكموا بأرزاقهم ومعيشتهم.
العمل الذي أعد له السيناريو الكاتب حسن م يوسف عن رواية صدرت للراحل مينه سنة 1984 كان أولى تجارب نجدت أنزور في الدراما السورية بعد أن أخرج أعمالاً تلفزيونية وسينمائية عديدة في الأردن وكان العمل أيضاً هو البطولة الأولى للفنان أيمن زيدان من خلال شخصية مفيد الوحش التي رسخت لدى أذهان الجمهور.
وتعتبر شخصية مفيد الوحش من أهم الشخصيات الدرامية التي قدمها زيدان خلال مشواره الفني فهو ابن الضيعة الذي شحذته الحياة البسيطة والقاسية وجعلت منه شخصاً صلباً متمرداً لا يسكت عن الظلم لتتطور شخصيته باتجاه تصاعدي ضمن مقاومة الاستعمار الفرنسي وفي سجون الاحتلال وليتحول لرجل وطني يحلم بالحرية والحياة ويتعاظم معها إيمانه بالمقاومة كسبيل وحيد للتحرر من كل استبداد.
كما برزت النجمة سوزان نجم الدين التي أدت شخصيتها بكل اقتدار كما لن ننسى شخصية منى واصف أم مفيد وشخصية والده التي أداها الراحل خالد تاجا ومعلمي المينا من هاني الروماني وعبد الرحمن آل رشي وهم من الكبار الذين لهم بصمتهم في تاريخ الدراما السورية.
وقدم العمل أيضاً أسماء ستصبح نجوماً ساطعة كاندريه سكاف وأمل عرفة وأيمن رضا وعارف الطويل كما تعرف الجمهور على فنانين كبار اختصوا بالمسرح كسمير الحكيم ورياض وردياني وعبد المولى غميض وأحمد منصور وحسن اسرب وكان الحضور الأول لفنانين آخرين وعلى رأسهم سعد مينه الذي لعب دور مفيد الصغير.
كما تميزت مشاهد المسلسل بحرفية عالية قدمها المخرج أنزور من خلال أسلوب التصوير السينمائي وفلسفته القائمة على وضع كل الإمكانيات الفنية والإنتاجية أمام الكاميرا وتوظيف كل عناصر الدراما المرافقة كالموسيقا التصويرية التي وضعها طارق الناصر والتصوير لمحي الدين المصري والمكياج لسحاب الراهب والديكور لمظهر برشين وغيرهم.
ويجد كاتب سيناريو نهاية رجل شجاع حسن م يوسف في تصريح لـ سانا أن العمل ليس المحاولة الأولى لتوظيف الأدب في الدراما ولكنه استطاع أن يحقق عنصري القيمة والجماهيرية وأتاح للناس العاديين التعرف على إبداع مينه الروائي مشيراً إلى أنه لم يتدخل أبدا في عملية إعداد السيناريو ورحب بالتغييرات التي أجراها على ماهية بعض الشخصيات لتتواءم مع عمل درامي سيدخل بيوت الناس في رمضان.