بمشاركة سورية.. المؤتمر الدولي الأوراسي لحوار الحضارات يدعو لإقامة عالم متعدد الأقطاب

بمشاركة سورية ناقش المؤتمر الدولي (أوروبا آسيا.. حوار الحضارات) الذي أقامته لجنة الحوار الأوراسي في المجلس الفيدرالي الروسي في إقليم بيرم الروسي المقاربات الحالية للحوار بين الحضارات في ظل ظروف العالم المتغير بشكل ديناميكي.

وشهد المؤتمر حضوراً كبيراً من مختلف الأقاليم الروسية وممثلي البعثات الأجنبية وخبراء من دول عديدة منها الصين والهند وبيلاروس وإيران ومنغوليا وقيرغيزيا بهدف تقديم لمحة عامة عن المقاربات الحالية للحوار بين الحضارات في ظل ظروف العالم المتغير بشكل ديناميكي.

وأكد حاكم إقليم بيرم دميتري ماخونين خلال افتتاحه المؤتمر أن العالم لن يعود إلى ما كان عليه وهو يتجه نحو إقامة نظام متعدد الأقطاب مبني على المساواة والحوار والتنمية معبراً عن ثقته بأن مؤتمر حوار الحضارات سيخرج بنتائج مثمرة تصب في صالح التكامل المتكافئ بين البلدان الأوراسية.

ولفت ماخونين إلى أن إقليم بيرم يضم 140 قومية ويعيش على أرضه ممثلو مختلف الأديان السماوية ما يؤهله لأن يشكل أرضية خصبة للحديث عن حوار الحضارات ومنصة مهمة للعمل ضمن إطار التكامل مع بلدان الفضاء الأوراسي.

بدوره أكد ممثل وزارة الخارجية الروسية في بيرم ألكسندر خارلوف في كلمته باسم وزير الخارجية سيرغي لافروف أن هذه الفعالية تأتي في الوقت المناسب على خلفية الأزمات والاضطرابات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي معبراً عن ثقته بأن المستقبل مرتبط بشكل أساسي بالقارتين الآسيوية والأوروبية التي تسعى شعوبها لبناء حوار حضاري مبني على أساس الاحترام المتبادل وكذلك لإقامة نظام متعدد الأقطاب.

من ناحيته وصف منسق الحوار الأوراسي السيناتور الروسي أندريه كليموف هذه الفعالية بأنها أصبحت عابرة للقارات وعقدت على أساسها مهرجانات ماراثونية خلال السنوات الماضية في العديد من دول العالم بمشاركة أكثر من 50 ألف شخص لافتاً إلى أن الحوار الأوراسي مبني على التعايش السلمي بين الدول.

كما لفت نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف إلى أن روسيا الحديثة حاولت على مدى العقود الثلاثة الأخيرة إقامة الحوار بشكل رئيسي مع أوروبا وعبر المحيط الأطلسي مع الولايات المتحدة لكن هذه المحاولات فشلت لأن العالم الغربي كان على استعداد لقبول روسيا فقط على أساس الدولة التي تعترف بالهزيمة في الحرب الباردة وتتخلى عن مصالحها الوطنية وتقبل بدور القوة الإقليمية فقط.

بدوره أكد سفير سورية لدى روسيا الدكتور رياض حداد في كلمته أهمية المشاركة في هذا المؤتمر على خلفية ما يجري من أحداث بنيوية تغير النظام الدولي وتضع نهاية للأحادية القطبية التي عانت منها شعوب العالم قاطبة.

وقال حداد “نجتمع اليوم لبحث آفاق التعاون الحضاري بين أوروبا وآسيا واستعادة التاريخ المشرق للحضارة الإنسانية التي بدأت عند أول اتصال بين هاتين القارتين وسيعود لها ألقها عندما ترجع آفاق التعاون بين الشرق والغرب إلى سابق عهدها بشكل مبني على احترام الآخر والحوار بين الحضارات.

وأكد حداد أن الارتباط بين ما يجري حالياً في أوكرانيا وموضوع المؤتمر اليوم هو ارتباط عضوي وثيق مشدداً على أنه لا يمكن أن يقوم حوار حضاري بين الشرق والغرب في ظل الهيمنة الأميركية على العالم ولا يمكن لآسيا وأوروبا إقامة تعاون حقيقي مبني على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول ما لم يتم تأسيس عالم متعدد الأقطاب.

وأوضح حداد أن سورية خبرت هذا الأمر تماماً عندما حاولت إقامة مثل هذه العلاقة الحضارية ومد آفاق التعاون بين الشرق والغرب فقوبلت باستهدافها بحرب إرهابية مدمرة ذهب ضحيتها مئات آلاف الأبرياء إضافة إلى عقوبات اقتصادية جائرة تهدف لتجويع الشعب السوري بالتوازي مع سرقة الموارد والثروات السورية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

ولفت حداد إلى أن تمدد حلف شمال الأطلسي الناتو منذ العام 2014 يهدف لقطع أي تواصل بين الشرق والغرب والضغط على روسيا واستهداف النموذج الحضاري معربا عن ثقته بأن الأصدقاء في روسيا والدول المحبة للسلام ستنجح في مساعيها لإنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب يمكن الدول والشعوب من الازدهار وتحقيق طموحاتها بعيداً عن سياسة الإملاءات والهيمنة.