بعد إقرارها بأن كتيبة آزوف النازية المتطرفة تجند متشددين مؤيدين لليمين المتطرف ولأفكار تفوق العرق الأبيض بدأت السلطات الأمريكية بجمع معلومات عن مواطنيها الذين توجهوا بدعم وتسهيل منها إلى أوكرانيا خوفاً من عودتهم إلى الولايات المتحدة بخبرة قتالية وفق ما كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية.الصحيفة استندت في تقريرها إلى وثيقة لخدمة الجمارك ومراقبة الحدود يعود تاريخها إلى آذار الماضي تبين اعتراف السلطات الأمريكية بأن الجماعات القومية الأوكرانية بما في ذلك كتيبة آزوف النازية “تعمل بنشاط على تجنيد المتشددين العنصريين البيض للانضمام إلى كتائب متطوعة مختلفة من النازيين الجدد للقتال ضد روسيا” مشيرة إلى أن المخاوف من عودة هؤلاء المتطرفين إلى الأراضي الأمريكية دفعت السلطات إلى التدقيق بتاريخ الراغبين في التوجه إلى أوكرانيا.ووفقاً للصحيفة فإن معلومات خدمة الجمارك ومراقبة الحدود تدل على أن السفارة الأوكرانية في الولايات المتحدة تلقت قبل الـ 3 من آذار الماضي أكثر من 3 آلاف طلب من الأمريكيين الراغبين في التوجه إلى أوكرانيا للقتال ضد القوات الروسية بمن فيهم 5 أشخاص قام موظفو خدمة الجمارك باستجوابهم قبل إقلاعهم من مطار جون كينيدي في نيويورك وتبين أن أحدهم عضو سابق في حركة متطرفة تعرف باسم “بوغالو” والآخر ضابط سابق في مشاة البحرية الأمريكية ويخطط للانضمام إلى كتيبة آزوف النازية المتطرفة.وتشير بيانات الجمارك الأمريكية إلى أنه من بين الأمريكيين الذين تم استجوابهم شخص حاول الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في وقت سابق وكان يخطط أيضاً للانضمام إلى كتيبة آزوف.وأوضحت الوثيقة أن هناك “فجوات معلوماتية واسئلة” لا تقدم إدارة الجمارك ومراقبة الحدود إجابات عنها ويتعلق أحدها بالمهارات التي تعلمها المقاتلون الأمريكيون في أوكرانيا والتي يمكن أن يستخدموها في الميليشيات والجماعات المتشددة من اتباع اليمين المتطرف والنزعة العنصرية الموجودة في الولايات المتحدة.ومن قبل أن تبدأ العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس وافق البرلمان الأوكراني على قانون موسع من شأنه أن يسمح للجيش بتسليح الميليشيات المحلية بأمر من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ولم يقتصر الأمر على تسليح وتجنيد المدنيين بل تجاوزه إلى دعوات لاستقطاب المرتزقة الأجانب عبر تشكيل ما يسمى “الفيلق الأجنبي” في خطوة لم تبد الولايات المتحدة أو بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي أي اعتراض عليها بل على العكس سارعت دول أوروبية لمشاركة أوكرانيا في حشد هؤلاء المرتزقة حيث أعلنت بريطانيا والدنمارك السماح للمتطوعين من بلادهما الانضمام إلى الفيلق المذكور.وتكرر بذلك سيناريو اجتذاب الإرهابيين وتجنيد المرتزقة في أوكرانيا على غرار ما حدث في سورية حيث جندت دول غربية الإرهابيين الأجانب من كل بقاع الأرض وقدمت لهم شتى أشكال الدعم ويسرت تسللهم عبر الحدود مع تركيا بشكل أساسي لزعزعة أمن سورية واستقرارها والتمهيد لأعمال العدوان والاحتلال بذريعة مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
سانا