يونس خلف أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
لا يمر أسبوع إلا وتشهد مناطق الحسكة والقامشلي شمال سورية حضوراً في ميدان المواجهة مع المحتل الأميركي والمرتهنين له . لم تعد عربات الاحتلال تفكر بالمرور من قرى ريف القامشلي إلا بحماية من الطيران المروحي ، لأن الأهالي وشيوخ ووجهاء العشائر يمنعون اي شي للاحتلال الاقتراب من مناطقهم . دلالات كبيرة ومؤشرات واضحة على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وليس كما يتم الترويج له من شائعات حول العشائر تهدف إلى الفتنة والمزيد من التوتر وأكثر من ذلك يريد من يقف وراء هذه الشائعات أن تنحرف الأمور عن مسارها الصحيح . الدلالة الأولى الشيوخ والوجهاء أصحاب الشأن ومن هم في الصف الأول هم الذين يعملون على تنمية وتعزيز المقاومة الشعبية وليس كما يحدث عندما يغيب الاصلاء ليبقى الفراغ لغيرهم من زمرة المتحالفين زوراً باسم القبائل والعشائر السورية مع المحتلين و هؤلاء لايمثلون الا انفسهم ومصالحهم ، وبالتالي فإن استخدام هؤلاء الصنائع لقاء حفنة من الدولارات لن يغير في حقيقة مؤكدة ويعرفها الجميع أنهم مجرد أدوات للترويج الإعلامي لمصلحة أعداء الوطن ومشغليهم ، وأن من يمثلون القبائل والعشائر هم الشيوخ والوجهاء الاصلاء في انتمائهم الوطني .والدلالة الثانية هي التي تعكس أهمية دور العشائر في مواجهة الاحتلال والحفاظ على السلم الأهليوان القبائل والعشائر في محافظة الحسكة جزء أصيل من الشعب السوري ولذلك فإن الشرفاء يدركون أن الانتماء للوطن فوق كل الولاءات و ان من بين اهداف المؤامرة على الوطن إحداث الفتنة و التناحر بين مكوناته ويتمثل الرد عليها بالتمسك بالوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي وترسيخ الانتماء للوطن والدفاع عن وحدة أرضه ِ وشعبه وعدم الإنجرار وراء الاحتلال الأمريكي والتركي الذي يسعى إلى إراقة الدماء وتنفيذ مخططات عدوانية تجاه المنطقة وضرب استقرارها.وهنا يأتي دورشيوخ العشائر بعدم السماح لمن يريد أن يلعب على وتر الفتنه وأن يثبتوا للجميع أنه صحيح إننا في وقت أصبحت فيه الظروف صعبة وقاسية وضاغطة ، والمزاج الشعبي يأمل الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، لكن حسابات الأفعال وردودها ايضاً تحتاج إلى حكمة وإلى حسابات أخرى بحد ذاتها ، إلى تناغم وانسجام مع ترتيب الأولويات بالتوازي مع الأهداف الاستراتيجية للدولة ، وأبعد من ذلك المقاومة الشعبية بحاجة إلى أدلجة كي تنتقل من الكلام إلى الفعل ، لكن يبقى لهذه البيانات والدعوات التي تعلن عنها العشائر العربية دلالات كبيرة علينا أن نقرأ أبعادها كي ندرك أنها ليست مثل قلتها كما يرى البعض وإنما هي للتذكير بأن انخراط البعض من ابناء القبائل والعشائر في زمرة العمالة لامريكا وتركيا هو ضربة لإنتمائهم و لتاريخ قبائلهم وعشائرهم الوطني ولذلك آن الأوان للعمل على إعادتهم الى حضن الوطن ، وان المقاومة الشعبية الخيار الوحيد لاخراج المحتلين الامريكان والاتراك من ارض الوطن وهو واجب على جميع العشائر و المكونات والاطياف .