المراح السورية،،، بلدة الزهور

قرية باتت تُعرف باسم الوردة الشامية ينام الثلج فيها شتاء لتصحو في الربيع الورود تبعد حوالي  ٦٠ كم شرق دمشق وما أن تصل إليها حتى تقع عيناك على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الأكثر شهرة بزراعة الوردة الشامية إنها قرية المراح القلمونية التي تحيط بها بساتين الورد الشامي وتحولها إلى حقل ورود كبير يعلن أن هذه البلاد التي مرت عليها سنوات الحرب القاسية لا تزال تنتج الورد والعطر وكل مقومات الجمال والحب لتقف فيها أمام لوحة طبيعية أبطالها سكان المراح المتحلقون حول الشجيرات في صباح ربيعي ينتظرونه بفارغ الصبر من ربيع إلى ربيع رجال ونساء وأطفال يتشاركون في موسم قطاف الوردة الشامية

مشكلين لوحة فلكلورية تعبر عن محبتهم وعشقهم لهذه الوردة حيث تمتد حقول الورد فيها على مساحات تزيد على ثلاثة آلاف دونم من اراضي القرية التي باتت تُعرف بقرية الوردة الشامية وقبل بزوغ الشمس يخرج أهل القرية إلى الحقول بهمة ونشاط يحملون السلال في تلك الدونمات المزروعة يقومون بعملية القطاف منقسمين في التعامل مع المحصول فمنهم من يقطف الورد قبل أن تتفتح بشكل كامل ومنهم من ينقل الورد بعد قطافه إلى ورشات للمعالجة حيث  تقطير البتلات يتم ضمن مرجل نحاسي ليتم إنتاج ماء الورد ليس هذا فقط ويتنوع الإنتاج إلى أصناف عديدة منها ما هو غذائي وتجميلي وطبي والعديد من الفوائد التي تحملها وردة الشام

لذا كان لابد من التوسع بزراعتها عاما بعد آخر من قبلهم مستندين إلى دعم حكومي عبر حفر بئر رئيسي وإقامة خزانات للري وشق طرقات زراعية ليضاعف الإنتاج إلى مايزيد على خمسين طنا مع طموحات لا تتوقف لتطوير معالجة الإنتاج وتعظيم فوائده وإبداع في تصنيع المنتجات التي وصلت إلى العالم بفضل الجهود المشتركة لبرنامج التراث الحي بالتعاون مع اهالي قرية المراح وعدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية حيث تم تسجيل هذه الوردة كأحد العناصر التراثية الثقافية السورية على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في منظمة اليونسكو عام ٢٠١٩ لتبقى حكاية سورية تمتد عبر مئات السنين تستطيب بعطرها ومنتجاتها بلدان العالم..

إعداد :مجد حيدر