رغم حداثة زراعتها تتبوأ شجرة الفستق الحلبي مركزاً مهماً بين الأشجار المثمرة في محافظة السويداء التي شهدت تزايداً تدريجياً بالمساحات المزروعة بالفستق الحلبي وإنتاجاً جيداً حقق مردوداً لمزارعيه.وأوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لمراسل سانا أن أكثر مناطق زراعة الفستق الحلبي بالسويداء هي قرى وبلدات المجيمر والقريا وبرد والعفينة وعرى والثعلة وسهوة البلاطة وجبيب وعمرة وبكا والأراضي الواقعة للغرب من مدينة السويداء لافتاً إلى أن أبرز الاصناف المزروعة هي العاشوري والعجمي والباتوري وناب الجمل.ووفقاً لرئيس شعبة الفستق الحلبي في دائرة المكاتب المتخصصة بمديرية الزراعة المهندس وسام خداج فإن هناك تزايداً تدريجياً بالمساحات المزروعة بالفستق الحلبي بالسويداء ما يتجاوز أكثر من ألف دونم خلال السنوات العشر الماضية مبيناً أن إنتاج المحافظة سنويا يتراوح بشكل وسطي بين 125 و550 طناً حيث بلغ الموسم الماضي 362 طناً.
وأوضح خداج أن زراعة الفستق الحلبي بالسويداء نجحت بسبب توافر الظروف البيئية والمناخية لزراعتها والاهتمام بها من قبل العديد من المزارعين مشيراً إلى وجود جدوى اقتصادية منها وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية كون المساحات المخدمة تحقق مروداً جيداً.وذكر أن مناخ وتربة المحافظة يسهمان في إذكاء الطعم الجيد لثمار الفستق الحلبي ما يسهل عمليات تسويقه لافتاً إلى أن متوسط إنتاج الشجرة في السويداء يتراوح بين 2 و5 كغ من ثمار الفستق المقشور.ويتم إنتاج غراس الفستق الحلبي حالياً وفق خداج ضمن مركز نبع عرى لافتاً إلى أنه تم خلال الموسم الحالي بيع 15000 غرسة منها 1200 مطعمة والباقية بذرية لزراعتها فيما تبلغ خطة العام القادم إنتاج 1000 غرسة مطعمة و30 ألف غرسة بذرية.وأشار خداج إلى إعداد المديرية لبرنامج إدارة متكاملة لآفات الفستق الحلبي بالاعتماد على نتائج قراءات المصائد الفرمونية والمتابعة الميدانية من قبل الفنيين والنشرات الفنية الواردة من وزارة الزراعة ومديرية مكتب الفستق الحلبي بالوزارة وذلك بغية الاستفادة منه من قبل المزارعين لتفادي تلك الآفات مؤكداً أهمية العناية بزراعة هذه الشجرة التي تعتبر من الأشجار المعمرة ويزداد عطاؤها كلما تقدمت بالعمر وتمتاز بمقاومتها الكبيرة للتغيرات المناخية.وأكد خداج على أهمية تقديم الدعم لمزارعي الفستق الحلبي لتخفيف تكاليف الإنتاج من خلال صندوق دعم الإنتاج الزراعي والاهتمام بتسويق الإنتاج وكسر حلقات الوساطة بما يؤمن مردوداً أفضل للمزارعين.وأدخلت زراعة الفستق إلى المحافظة في ثمانينيات القرن الماضي عبر مشروع الحزام الأخضر الذي شمل المناطق والقرى في منطقة الاستقرار الثانية التي يتراوح معدل أمطارها بين 250 و300 ميليمتر.ويحتل الفستق الحلبي المرتبة الخامسة بين المحافظات لجهة المساحات المزروعة كما تشغل هذه الشجرة بالمحافظة نفس المرتبة بعد أشجار التفاح والكرمة والزيتون واللوز وذلك بمساحة تبلغ 5930 دونماً تضم نحو 120 ألف شجرة يشكل المثمر منها أكثر من 97 ألف شجرة.
سانا