التاسع والعشرون من أيار
الشهادة في سبيل الكرامة

ذكرى مشرقة في تاريخ سورية تستعصي على النسيان لتبقى ماثلة في الذاكرة والوجدان وتؤرخ ليوم اتخذت منه قوى الأمن الداخلي عيدا سنويا ممهورا بدماء ثلة من شهداء الشرطة والدرك الذين قضوا كرماء في وقفتهم البطولية

ضاربين أمثولة حيّة في الصمود والدفاع عن عزة سوريا
إنها الثالثة والنصف بعد ظهر يوم التاسع والعشرين من أيار من عام ١٩٤٥ لتنطلق شرارة الاستقلال عندما رفض حرس مجلس الشعب تحية العلم الفرنسي فقام الجنود من الجيش السنغالي الفرنسي باقتحام المبنى وتدمير ومهاجمة حامية البرلمان الثلاثين رجلا فاستخدموا مدافع هاون و رشاشات كبيرة ودبابات وكلها تم تصويبها عليهم ليستشهد منهم على الفور ثمانية وعشرون وبقي عنصران وهما ابراهيم الشلاح ومحمد مدور اللذان حملا لقب الشهيد الحي وعاشوا لفترة من الزمن يرويان أحداث هذه الجريمة الاستعمارية السوداء وبطولات شهداء ذااك اليوم الأغر يضاف إليهم الدكتور حكمت التسابحجي الذي أصيب أثناء محاولته إسعاف المصابين من مبنى المجلس ليتوسع بعدها العدوان الفرنسي الذي لم يقتصر على البرلمان وحاميته بل امتد ليشمل أحياء من دمشق مخلفا وحسب إحصاء رسمي انذاك عددا من الضحايا المدنيين والذي بلغ عددهم حسب الإحصاء ٦٠٠ شهيد وعلى اثر هذه المجزرة المروعة استدعى رئيس الجمهورية انذاك شكري القوتلي ممثلي الدول الكبرى وابلغهم بأنه سينزل إلى الشوارع ليستشهد مع أبناء شعبه اذا لم تتحرك دولهم لإيقاف هذه الجريمةالنكراء كما رفض عرضا من السلطات البريطانية بأن يذهب تحت حماية الدبابات البريطانية إلى الأردن وقال للسفير البريطاني سأموت مع شعبي هنا في دمشق وإثر هذه المجزرة صوّت مجلس الأمن على انسحاب قوات الاحتلال بمختلف جنسياتها من سوريا ولبنان حيث أصبحت كل منها دولة مستقلة معترف بها في منظمة الأمم المتحدة ومنذ ذلك الحين وقبل سبعة وسبعين عاما أعلنت سورية أن يوم التاسع والعشرين من أيار من كل عام عيدا لقوى الأمن الداخلي لما جسده من وفاء للوطن وتضحيات في سبيل عزة سورية واستقلالها ليغدو اليوم ليس الموقف البطولي الوحيد لقوى الأمن الداخلي فكما قدموا التضحيات الجسام خلال سنوات النضال ضد الاستعمار الفرنسي كان لهم المواقف المشرفة والمشاركة العملية في كل ما تعرضت له سوريا بعدها وإلى اليوم لا زالت هذه القوى تجود بالشهداء والجرحى ووقفات الرجولة إلى جانب قوات الجيش العربي السوري الذي يقارع الإرهابيين و المرتزقة أدوات قوى العدوان الأمريكي والاستعمار الغربي والصهيونية التي خططت للحرب الارهابيةالكونية ضد سوريا ليضاف يوم قوى الأمن الداخلي لقائمة أيام البطولة والتضحية والتصدي  في تاريخ سوريا وشعبها المقاوم.
إعداد :مجد حيدر