محمد شما مسرحي أخلص للخشبة وترك بصمته في السينما والدوبلاج

قليلة هي الأدوار التي لعبها الفنان محمد شما على شاشة التلفزيون لكنها كثيرة في المسرح الذي يعتبره بيته الأول ولا يستطيع الابتعاد عنه.

في حصيلة شما على الخشبة أكثر من 40 عرضاً قدم معظمها في مسارح حلب وآخرها العرض الذي أنتجه المسرح القومي بعنوان “تماس” وعرض على خشبة القباني وهو يدين في تمرسه بأبي الفنون لعدد من أبناء حلب المبدعين الذين أخلصوا للمسرح مثل ايليا قجميني وكريكور كلش وناصر وردياني وفق حديثه لـ سانا.

ومقابل الأعمال الدرامية القليلة التي شارك بها شما من “البحث عن صلاح الدين” و”كوم الحجر” و”لأنها بلادي” و”الحسن والحسين” أثبت شما حضوره بكثافة في أعمال الدوبلاج ساعده في ذلك نبرة صوته المميزة واتقانه وتماهيه اللافت مع الشخصية التي يؤديها بصوته وتجسيد انفعالاتها ومشاعرها.

أما في السينما فقد حقق شما بصمات مؤثرة إذ لا ننسى دوره المؤثر في فيلم “رد القضاء” تأليف ديانا كمال الدين وإخراج نجدة إسماعيل أنزور حين لعب دور مدير سجن حلب المركزي الذي يصمد مع ضباط وعناصر الشرطة ونزلاء السجن في وجه حصار تنظيمات إرهابية تكفيرية طوال عامين وقبل هذا العمل شارك شما في أفلام لمخرجين كبار منها “علاقات عامة” لسمير ذكرى و”الطريق” لعبد اللطيف عبد الحميد.

أما العمل السينمائي الأخير لشما فهو “حي المنازل” الذي يتم تصويره حالياً وهو من سيناريو سامر محمد اسماعيل واخراج غسان شميط وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.

وعن الشخصية التي يلعبها شما في الفيلم قال في تصريحه لـ سانا: “أجسد دور إنسان اسمه تواب وهو شخص سلبي بالمطلق بمواقفه طيلة احداث الفيلم ولا يفكر إلا بمصلحته عدا عن كونه مدمن كحول وصاحب علاقات عاطفية متعددة ليمثل دور الشر في الفيلم كمقابل للشخصية الإيجابية فيه والذي يكون شقيقه ويلعب الدور الفنان زهير عبد الكريم”.

ووفق شما فإن مخرج الفيلم شميط أعطاه مساحة مهمة للعب الشخصية بعد الكثير من النقاشات قبل التصوير حول أدق تفاصيلها مبيناً أن الكاتب اسماعيل أغنى الكثير من معالم الشخصية على الورق كباقي شخصيات العمل ليأتي التعاون والتناغم بعدها بين الفنانين المشاركين لتقديم الشخصيات بطريقة أقرب للحياة والواقع.

يذكر أن الفيلم الجديد الذي يشارك فيه شما مأخوذ عن رواية “أطلال أم كلثوم” للأديب فيصل خرتش تدور قصته حول علاقة حب بين شاب وفتاة يعيشان في حي دمشقي قديم ولكن هذه العلاقة ستعاني من تداعيات الحرب ووطأة العادات والتقاليد ليتشابك من خلالها الهم الخاص بالعام.