عمال الكهرباء.. جهود استثنائية على أبراج التوتر العالي و(أزيز التيار) صوتٌ ينسيهم التعب

على ارتفاعات عالية يتسلق أبطال مجهولون أبراج التوتر العالي في مناطق مختلفة من ريف دمشق لحل أعقد المشاكل التي تسببها الأحوال الجوية القاسية ولنصب أبراج ومد خطوط توتر عال تمثل جزءاً من مشروع متكامل يغذي عدداً من مناطق الريف بالكهرباء.عمل صعب ومحفوف بالمخاطر في بيئة وعرة وصخرية رصدته كاميرا سانا في منطقة خان الشيح بريف دمشق حيث يقوم عمال الكهرباء بإعادة نصب أبراج مزدوجة الدارة لخطوط التوتر العالي التي تغذي الشبكة الواصلة بين “دير علي.. الفرسان” و”دير علي.. قدسيا3″ وذلك بعد أن تسببت العاصفة الثلجية الأخيرة بانهيار ثلاثة منها حسب مدير التشغيل في المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء المهندس

احمد نجار

أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الخطوط المذكورة أعلاه هي من الخطوط الرئيسية المهمة والمغذية والتي تزيد من استقرار ووثوقية الشبكة الكهربائية في منطقة الريف ولا سيما أنها تسهم بتخفيف التقنين وقطع التيار الناتج عن ضعف الشبكة الكهربائية.وذكر نجار أن الورشات الفنية تعمل بجهود استثنائية منذ نحو عشرة أيام على إصلاح ونصب الأبراج حيث تم في المرحلة الأولى تطبيق وتركيب القاعدة التي يستند عليها البرج على الأرض ومن ثم الاستعانة بالرافعات الكبيرة لرفع البرج ونصبه فوق القاعدة وتمكينه وكل ذلك يتم بخبرات الكوادر الوطنية مبيناً أنه سبق عملية النصب فتح وشق طريق ترابي لتتمكن الورشات والآليات من الدخول إلى مواقع العمل وإصلاح الأعطال استعداداً لمد النواقل وربط الأبراج مع بعضها وتأمين التغذية بعد ربط المحطات وإغلاق الدارة.

رئيس ورشة صيانة خطوط دمشق للتوتر العالي مساعد المهندس جميل جبهجي قال “تأخرنا في العمل بسبب طبيعة المنطقة وصعوبة الوصول إلى مكان العطل حيث قمنا بفتح طريق للوصول إلى المكان ومعاينة الأضرار وعلى الفور قمنا بتأمين مستلزمات العمل وتطبيق الأبراج على الأرض والتأكد من جاهزيتها للنصب مع مراعاة اختيار الوقت المناسب للتركيب ولا سيما أن العمل يحتاج إلى شروط جوية مستقرة”.بدوره بين فواز الكزبري “فني الصيانة” أنه بعد الانتهاء من تركيب الأبراج والتأكد من متانتها وجاهزيتها ستقوم الورشات بمد الكابلات وربطها على الشبكة فيما أوضح العامل الفني حسين مضحي أن عدد الأبراج في المنطقة يبلغ 45 برجاً وأن الأبراج التي انهارت أدت إلى توقف الشبكة عن العمل لافتاً إلى أن عملية الإصلاح تطلبت تضافر الجهود ومضاعفتها من قبل العمال والمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء للوصول إلى نتيجة إيجابية خلال فترة زمنية قصيرة ومضيفاً: “رغم أن العمل شاق ومتعب إلا أن هذه المعاناة تنتهي عندما يسمع العمال صوت أزيز التيار”.ويعد العمل على خطوط التوتر والأبراج صعباً للغاية وفق العامل الفني حسام الديلمي ولا سيما في شهر رمضان المبارك حيث يضطر العامل لتسلق ارتفاعات عالية وخطرة على حياته لجهة السقوط أو الصعق لافتاً إلى أن العمال يتفادون هذه الصعوبات عبر الحذر والانتباه وارتداء السترات العازلة والواقية وأحزمة التثبيت والخوذ للحفاظ على سلامتهم.حب العمل والانهماك فيه جعل الساعات الطويلة تمر بسرعة مع غروب أشعة الشمس للإعلان عن بدء استراحة العمال الموجودين في المنطقة لأن موعد الإفطار قد حان.

سانا