(عطر الأرض)… مشروع متناهي الصغر لإنتاج نبات الزعتر

(الأرض تعطي من يعطيها) عبارة جسدتها المهندسة الزراعية فاتنة النمر التي نجحت بفضل حبها للعمل والعطاء بتأسيس مشروع متناهي الصغر لإنتاج نبات الزعتر الخليلي في محافظة السويداء.المشروع حسب المهندسة فاتنة 43 عاماً جاء بهدف تحقيق مصدر دخل إضافي لها ونشر ثقافة زراعة الزعتر بالاستفادة من خبرتها في زراعة النباتات الطبية والعطرية لكونها تتناسب مع بيئة ومناخ المحافظة.

وبينت المهندسة فاتنة لمراسل سانا كيف استفادت من قطعة أرض غير مستثمرة بجوار منزل والدها على مساحة 500 متر وقامت باستصلاحها وتحضيرها وبناء خزان مياه مع شبكة ري بالتنقيط بعد حصولها على كميات من البذور من مصادر موثوقة قامت بإكثارها بحديقة منزلها وإنتاج شتول منها نقلتها وزرعتها ضمن المشروع الذي انطلقت فيه صيف العام الماضي.وأوضحت فاتنة أن مشروعها جاء بتمويل من شقيقتيها المغتربتين بتكلفة نحو 4 ملايين ليرة وبمساندة وتشجيع زوجها واستطاعت من خلاله تحقيق جدوى اقتصادية حيث تقدر إنتاجها للموسم الحالي بين 70 و 75 كيلوغراماً من الزعتر يتم جنيها عبر قطفتين إلى ثلاث خلال العام الواحد ويتراوح سعر الكيلو اليابس منه بين 15 و 16 ألف ليرة.وذكرت المهندسة فاتنة أنها تركز على التسميد العضوي بهدف الحصول على إنتاج نظيف حيث تقوم بتصنيع سماد الكومبوست بالاستفادة من مخلفات النباتات الجافة والخضراء موضحة أن زراعة الزعتر تتطلب الاهتمام ببداية عمليات الزراعة من حيث الري وكذلك إزالة الأعشاب بشكل مستمر فيما بعد لكنها لا تحتاج إلى خدمات زراعية كبيرة ويعتبر النبات مقاوماً للأمراض والحشرات.

فاتنة التي أطلقت على مشروعها عطر الأرض دلالة على حبها للأرض والعمل بها بينت كيف وزعت بشكل تطوعي في السنة الأولى لمشروعها 1000 شتلة بشكل تطوعي ثم باعت 1400 شتلة لإحدى المبادرات كما نقلت تجربتها لعدد من المزارعين ووزعت قبل أيام نحو ألفي شتلة بشكل مجاني على 55 شخصاً يرغب بزراعة الزعتر.وتطمح المهندسة التي تبيع حالياً نبات الزعتر سواء أكان أخضر أم جافاً لتوسيع مشروعها خلال الفترة القادمة عبر إضافة نباتات طبية وعطرية جديدة إليه والاستمرار بموضوع الزراعة النظيفة وتطبيق مبادئ التنمية المستدامة وتصنيع خلطات من الزعتر في حال توافر التمويل اللازم لشراء الأدوات اللازمة لذلك.وحسب المهندسة فاتنة التي تسوق إنتاجها فإن العمل بمشروعها لا يتعارض مع ممارسة عملها الوظيفي بمديرية الزراعة والاهتمام بتربية بناتها المتفوقات دراسياً.

سانا