“لا قيمة للحياة ووالدي غائب عنا محتجز في زنازين الاحتلال الإسرائيلي.. أخاف عليه وأشتاق له أنا وإخوتي الثلاثة حيث يواصل الإضراب عن الطعام متحديا الاحتلال.. أحلم باحتضانه والجلوس معه” بهذه الكلمات وصفت الطفلة تولين 9 سنوات لمراسل سانا في فلسطين المحتلة حالة القلق والألم التي تعيشها مع عائلتها خوفا على حياة والدها الأسير خليل عواودة الذي يواصل لليوم الـ 38 معركة الأمعاء الخاوية احتجاجاً على جرائم الاحتلال بحق الأسرى.وتقول زوجة الأسير دلال عواودة “نعيش أنا وأطفالي الأربعة تولين ولورين وماريا ومريم رحلة ألم ومعاناة يومية جراء منع الاحتلال لنا من زيارته أو الاتصال به.. ننتظر أي معلومة تطمئننا عنه.. على مائدة الإفطار يسأل الأطفال عن والدهم وخوفهم يزداد عليه مع استمرار إضرابه عن الطعام.. كل دقيقة تمر خطراً على حياته مع التدهور المستمر في حالته الصحية”.وأضافت دلال “خليل فقد القدرة على الحركة والوقوف على قدميه ويعاني من آلام شديدة في العظام والمفاصل ومن هزال شديد جراء خسارته أكثر من 15 كغ من وزنه كما يعاني من حالات إغماء متقطع وهو بحاجة لرعاية صحية عاجلة لإنقاذ حياته وخاصة أنه لا يتناول إلا الماء دون مدعمات أو أملاح وهذا يشكل خطراً شديداً على حياته”.ووجهت دلال نداء استغاثة للمجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية للتدخل العاجل لإنقاذ حياة زوجها الذي يصارع الموت داخل معتقلات الاحتلال التي تفتقر لكل مقومات الحياة مؤءكدة أن معركة العزة والكرامة التي يخوضها زوجها بإضرابه عن الطعام ما هي إلا رفض لجرائم الاحتلال بحقه وبحق جميع الأسرى وفي مقدمتها العزل الانفرادي والإهمال الطبي ومنع الزيارات والتعذيب الجسدي والنفسي.بدوره أشار المتحدث باسم نادي الأسير أمجد النجار إلى أن الاحتلال يحتجز عواودة في عزل انفرادي ويعذبه جسدياً ونفسياً في محاولة فاشلة للضغط عليه لوقف إضرابه عن الطعام مبيناً أن عواودة يتمتع بإرادة قوية لا تنكسر وأنه مستمر في معركته حتى الانتصار على السجان.ولفت النجار إلى أن جميع الأسرى الفلسطينيين يقاتلون من أجل حريتهم داعياً إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ حياتهم وفي مقدمتهم المضربون عن الطعام حيث يعيشون ظروف اعتقال قاسية ينتهك فيها الاحتلال كل المواثيق والأعراف الدولية.وأوضح المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه أن عواودة المحتجز في معتقل الرملة يعاني من تدهور مستمر في حالته الصحية لافتا إلى أن سلطات الاحتلال ترفض الاستجابة للطلبات التي قدمتها الهيئة للإفراج عنه ما يستدعي تحركاً من المؤسسات الدولية المعنية بشؤون الأسرى للضغط على الاحتلال للإفراج عنه.والأسير خليل عواودة 41 عاماً من بلدة اذنا بمدينة الخليل في الضفة الغربية معتقل منذ الـ 27 من كانون الأول الماضي وكان قد اعتقل في السابق خمس مرات قضى خلالها 8 سنوات داخل معتقلات الاحتلال تعرض فيها لتعذيب جسدي ونفسي تسبب له بمشاكل صحية متعددة وخاصة في حاستي النظر والسمع.
سانا