لا تشكل 400 متر مسافة طويلة لشخص يتمتع بصحة كاملة لكنها مجهدة لمصاب الحرب عامر سمور الذي فقد 85 بالمئة من حركته الجسدية وبات مضطراً للاستعانة بكرسي متحرك من أجل الوصول إلى عمله لتكون هذه الكرسي أيضاً شاهداً على نيله كأس الجمهورية بالريشة الطائرة
الجريح سمور 33 عاماً وأثناء تدربه في المعهد المهني لتدريب المعوقين بدمشق على رياضة الريشة الطائرة تحدث لـ سانا أنه أصيب بطلق ناري بالرقبة أثناء الدفاع عن الوطن في مواجهة مع التنظيمات الإرهابية المسلحة أدت إلى إصابته بشلل سفلي وخزل علوي خضع إثرها لعلاج فيزيائي استغرق حوالي العام.وأضاف: واجهت في البداية صعوبات كثيرة في التأقلم مع الإصابة واستخدام الكرسي ولا سيما أنني كنت بطلاً رياضياً في الفنون القتالية لكنني أردت أن أثبت للجميع أن المصاب بإمكانه ممارسة حياته بشكل طبيعي إذا امتلك الإرادة والعزيمة مشيراً إلى أنه عاد مجدداً لممارسة الرياضة لكنه اختار ما يناسب إصابته وبدأ بالتدرب على الريشة الطائرة وحصل عام 2019 على بطولة كأس الجمهورية في اللاذقية.
وقال سمور إن حلمه الوصول إلى العالمية لرفع اسم بلاده عالياً مبيناً أنه مارس الرياضة بحب وشغف لكن كان لا بد من التفكير في العمل لتأمين حياة كريمة لأسرته وبعد تردده على ورشة خياطة يمتلكها أحد أقاربه ومراقبة العمل قرر احتراف المهنة.ولفت سمور إلى أنه واجه بداية الأمر صعوبات كثيرة ولا سيما أن آلة الخياطة تحتاج إلى حركة من الأطراف العلوية والسفلية وبعد مناقشة الأمر مع صاحب الورشة أجري تعديل على الآلة لتناسب وضعه الصحي عبر الاكتفاء بحركة اليدين.وبتعديلات بسيطة على سيارته أيضاً نجح سمور في جعل حياته أكثر سهولة وبات قادراً على التنقل والسفر مبيناً أن طموحه لن يتوقف وخاصة أنه عاد للدراسة عام 2019 وحصل على الشهادة الثانوية والتحق بجامعة دمشق قسم الأدب الانكليزي وحلمه أن يعمل مستقبلاً بمهنة التدريس.الإرادة والتصميم لم يكونا دافع سمور الوحيد بل الحب أيضاً الذي أحاطته به عائلته وأصدقاؤه وزملاؤه وزوجته التي ووقفت إلى جانبه وساندته ودعمته في قراراته وخياراته.
سانا