بين جمال الطبيعة والمعالم الأثرية يبرز تل جفنة الواقع إلى الشمال الشرقي من قرية سهوة الخضر بالسويداء على ارتفاع نحو 1700 متر عن سطح البحر تاركاً للباحثين فسحة من أجل الاستكشاف والبحث والدراسة بشكل أوسع.
تل جفنة حسب الباحث في الآثار الدكتور نشأت كيوان يقع في محيط زراعي تغلب عليه أشجار الفاكهة أهمها الكرمة والتفاح ويتميز بإطلالة جميلة ويبدو من المظهر العام له أنه غير مسور نظراً لطبيعته الجغرافية وانحدار سفوحه ووظيفة أبنيته التي لم تستدع تحصينه أو تسويره آنذاك حيث تمر من جانبه الشرقي طريق معبدة تصل قرية تل اللوز بقرية سالة وضهر الجبل كما يشاهد من أعلاه شمالاً تل القينة وغرباً تل القليب وجنوباً إلى الشرق تل اللوز وشرقاً تل شعف والقرى الأخرى ويتاح من خلاله رؤية التلال البعيدة وقلعة صلخد.وبين كيوان أن تل جفنة لم يذكر عند الرحالة أو الباحثين إلا ما ندر في إشارات فقط حتى أن البعثات الأثرية التي زارت المنطقة سابقاً لم تذكره حتى جاء الباحث الفرنسي موريس سارتر إلى سورية وهو المتخصص في النقوش الكتابية اليونانية واللاتينية حيث زار الموقع ونشر عام 2014 مقالاً عن التل بالاستناد إلى نقش يوناني عثر عليه بمدخله من الجهة الغربية حيث تبين من خلال قراءة النص وتحليله أن تل جفنة والعمائر الباقية في أعلاه عبارة عن بقايا معمارية لدير يدعى دير عطو وتم تأريخ النقش بين عامي 565 و574 ميلادي أي خلال فترة الغساسنة.
وذكر كيوان أن التل تتربع على قمته بقايا معمارية عبارة عن غرف منها ما بني بمنسوبين أو طابقين وقد كانت جدرانها شبه باقية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كما يوجد خزان ماء وباب حجري حلس وكسر فخارية في أعلى التل وعلى سفحه تدل على تاريخ نبطي وروماني كما تنتشر على قمته بقايا أبنية حجرية لمبان تعرضت لانهيارات شديدة نتيجة العوامل الطبيعية والبشرية.وأوضح كيوان أنه كان يوجد بالقرب من التل في الجهة الشمالية الغربية صخرة مجوفة بما يشبه المحرس وفي الجهة نفسها لكن ابعد بنحو مئات الأمتار يوجد تكوين صخري يحوي ما يشبه بركة كبيرة تتجمع فيها المياه وعلى الأرجح كانت تستخدم لسقاية المواشي وكذلك توجد في محيط التل قبور ومدافن.
وأشار كيوان إلى أن تهدم جزء كبير من عمائر التل يجعل مهمة التنقيب فيه صعبة لكنها غير مستحيلة ومن الممكن أن تقدم معطيات أثرية جديدة عن ماهيته ووظيفته كدير وطرح عدة تساؤلات لماذا بني في هذه المنطقة المرتفعة وكيف عاش سكانه والقائمون على خدمته وما مدى ارتباطه بدير الكفر وهل نسب اسمه عطو إلى كاهن اسمه عطو أو عطوة.كما أوضح كيوان أنه توجد غرب التل بقايا معصرة عنب ما يدل على أن السكان آنذاك في العصر الغساني البيزنطي وعلى الأرجح في الفترات الأقدم النبطية والرومانية كانوا يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية الحيوانات لافتاً إلى أهمية العمل مستقبلا في دراسات أكثر عمقا لمعرفة تفاصيل أوسع عن تل جفنة وعن تسميته التي تنسب إلى بني جفنة وهو اسم معروف ومتداول كثيرا في فترة العرب الغساسنة.
سانا