تطويع البازلت بمنحوتات وتماثيل ضمن تجربة تجاوز عمرها 50 عاماً للنحات أجود فرهود

تجربة للنحت على الحجر البازلتي قدمها أجود فرهود من بلدة المزرعة بريف السويداء على مدار أكثر من خمسين عاماً بما يعكس إبداعه في هذا المجال وإمكانياته وذائقته الفنية

النحات أجود 73 عاماً الذي يمارس فن النحت بالفطرة نجح بتحويل هوايته وموهبته وتطويع حجر البازلت الأزرق الأصم بأعمال متقنة ومنحوتات مختلفة الأحجام تنطق بالحياة وتماثيل تصدر بعضها المشاهد في الساحات العامة كمجسم نحتي لمدفع في مدخل بلدته المزرعة يرمز إلى آلة دمرها الأجداد في معركة المزرعة إحدى معارك الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي.مهنة النحت رافقت الفنان أجود بتفاصيل حياته ومارسها حتى الآن ولم يتخل عنها رغم تسببها له بإصابة كفت إحدى عيناه من غير أن تنال من إرادته التي استمدها من صلابة الحجر الذي عايشه على مدار سنوات وأصبح كما قال “يعيش في دمه” مكابراً حيث تأثر سمعه بغياب أصوات أدوات العمل والمتمثلة بالمناشير الكهربائية للقطع الصغيرة والإزميل والمطرقة والمهدة للقطع الكبيرة.

أجود الذي وصل في تعليمه للصف الثاني فقط تعلم في مدرسة فن النحت التي أعطته الكثير وأنجز آلاف المنحوتات وشارك بأربعين معرضاً داخل محافظة السويداء وفي محافظات أخرى إضافة لمعرضين في الأردن ولبنان.أعمال متنوعة في حصيلة الفنان أجود يبدع بنحتها بتفاصيل دقيقة ويبرز منها بالنسبة للقطع الصغيرة منحوتات للكنائس والجوامع والمكاييل والسيوف والخناجر والأسلحة القديمة والأدوات التراثية وغيرها بينما يقدم بالمنحوتات الكبيرة تماثيل ومجسمات مختلفة تتطلب الكثير من الوقت والجهد والدقة.ويستوحي الفنان أجود أعماله من البيئة التي نشأ فيها وأنتجت هذا الحجر البازلتي القاسي الذي يتعامل معه كصديق بأحاسيس تعكس روح الإصرار والتحدي لديه لينتج أعمالاً تمتزج فيها الأفكار والمشاعر بتصوير الواقع المعيش بعد جلبه للأحجار التي تعجبه وتطويعها وإعطائها رونقاً فنياً ما يزيل عنه غبار التعب والساعات الطويلة التي تحتاجها المنحوتات للإنجاز.ويجد الفنان أجود أن مهنة النحت على البازلت تتطلب دقة عالية لكون هذا الحجر يتسم بالقساوة والصلابة لكنه يتجاوز كل هذه الصعوبات أمام عشقه للبازلت الذي يشعر من شدة التعلق به كأنه شخص ماثل أمامه ويتبادلان الحديث معاً.

سانا