بعد 26 عاماً.. مجزرة قانا صورة راسخة عن إرهاب الاحتلال الإسرائيلي

جرائم لا تعد ولا تحصى رسمت ملامح الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة والمستمرة منذ عقود.. سواء في فلسطين أو لبنان أو في سورية وغيرها من دول المنطقة ولا يمكن لقارئ في التاريخ إلا أن يذكر أحد أكبر هذه المجازر وأكثرها وحشية والتي وقعت في قرية قانا اللبنانية ويصادف اليوم الذكرى المأساوية الـ26 لها.واليوم تتزامن ذكرى هذه المجزرة مع تصعيد إجرامي واستفزازي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.. فليس غريبًا على هذا الكيان مثل هذه الممارسات العدائية فمجزرة قانا الأولى خير شاهد على ذلك عندما وقعت في الـ18 من نيسان عام 1996 وراح ضحيتها آنذاك ما يقارب 250 شهيداً وجريحاً مدنياً معظمهم من الأطفال لتظل الصور الصادمة للأشلاء الممزقة وما تبع المجزرة من مأساة ودمار في المنطقة صورة حية لا تزول عن وحشية الاحتلال وخذلان الضمير العالمي الذي لم يتحرك للضغط على حكومات القوى الكبرى الراعية لجرائم “إسرائيل” والمتسترة عليها.الاحتلال الإسرائيلي الذي شن عدواناً على مدى أسبوعين على لبنان في الفترة ما بين الـ11 والـ27 من نيسان من عام 1996 قصف في تلك الأيام عدداً من المدن والبلدات بما فيها العاصمة بيروت في إطار عملية سماها “عناقيد الغضب” وقام أيضاً في الـ18 من الشهر ذاته بتصويب مدافعه نحو مبنى مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان بعد لجوء نحو 800 مدني من عدة قرى بالجنوب اللبناني إليه هرباً من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن استشهاد 110 مدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال ومن بين جثث الضحايا كان هناك 18 جثة لم يتم التعرف عليها لشدة ما لحق بها من تشويه فيما أصيب العشرات من الأشخاص بجروح وإعاقات وتشوهات في أجسادهم.ورغم هول الجريمة وبشاعة المجزرة التي ارتكبها كيان الاحتلال بحق الأبرياء في قانا إلا أن ردود الفعل الدولية كانت ضعيفة ومخزية حيث سارعت الولايات المتحدة إلى التغطية على جريمة حليفتها “إسرائيل” بتحميل الضحايا مسؤولية رفضهم مغادرة بلداتهم بعد تهديدات سلطات الاحتلال لهم.وبعد عشر سنوات من مجزرة قانا كرر كيان الاحتلال عدوانه على لبنان في تموز عام 2006 وارتكب مجزرة ثانية مجدداً بحق أهالي بلدة قانا عندما قصفت قواته مبنى لجأ إليه المدنيون هرباً من العدوان ما أدى إلى استشهاد أكثر من 55 شخصاً وإصابة العشرات ليستكمل بذلك حربه المفتوحة ويؤكد همجيته وإرهابه من جديد.جريمة قانا ليست الأولى أو الأخيرة فمجازر صبرا وشاتيلا وبنت جبيل وغيرها في لبنان وصولاً إلى مجازر دير ياسين وقبية وخان يونس والقدس وغيرها في فلسطين المحتلة ما زالت راسخة في أذهان كل الشعوب وهي تستمر اليوم مع ممارسات الكيان الصهيوني الوحشية وعمليات قتله وتهجيره بحق أبناء الشعب الفلسطيني مع انحياز دولي مستمر تقوده واشنطن وقوى الاستعمار الكبرى لصالح “إسرائيل” ما يزيد من شدة جرائمها وعدم توقفها.

سانا