من رحم المعاناة يولد الإبداع وبالعزيمة والإصرار تتحقق المعجزات بتلك الكلمات اختصرت المهندسة السورية حكمة جبولي مسيرتها العلمية وخطواتها الجدية نحو الإنجاز والعالمية.بنت البلد خريجة جامعة دمشق قسم الهندسة الطبية تمكنت من اختراع جهاز تقويمي الكتروني ذكي لمرضى الشلل النصفي بهدف دعم أختها الصغيرة غزل جبولي التي تعرضت لشظايا قذيفة هاون عام 2015 في منطقة القصور بدمشق وأصيبت بالشلل على أثرها وفق ما ذكرت المهندسة جبولي لمراسلة سانا عن ذكريات الحرب الأليمة.الجهاز الذي اخترعته حكمة حصل عام 2018 على براءة اختراع ونال عام 2019 ميدالية الويبو الذهبية من المنظمة العالمية للملكية الفكرية في سويسرا وتشارك حالياً به إلى جانب مخترعين من 63 دولة في مسابقة اليوم العالمي للملكية وتعتمد المسابقة على تصويت الجمهور الذي يستمر حتى الـ 22 من الشهر الجاري وتؤكد حكمة أهمية مشاركتها بالمسابقة وفوزها الذي يتوقف على دعم أبناء بلدها لها بالتصويت خلال المدة المحددة ليمثل اسم سورية عالمياً ويستفيد منه أكبر عدد ممكن من الناس.وحول اختراعها قالت حكمة “استغرق إنجاز الجهاز3 سنوات وخضع لمراحل عدة من التطويرات ليساعد مريض الشلل على قبض وبسط مفصل الركبة بتقنية الكترونية سهلة الاستخدام ليتمكن من خلاله بالوقوف والجلوس والمشي وهو مصنع من مواد محلية غير مستوردة”.وتتابع حكمة “استمديت قوتي من عزيمة وإصرار أختي الصغيرة” عندما فشل مشروع الجهاز بالبداية استسلمت للبكاء فكانت غزل تمنحني القوة وتحثني على إعادة المحاولة وهي تقول “أنا معك جربي فلا بد أن ننجح من أجلي ومن أجل كل من يعاني مثلي”.وتشير حكمة إلى أنه بعد عدة محاولات وتطبيقات أصبح الحلم حقيقة وتمكنت من اختراع الجهاز وكلي أمل أن يحدث ثورة عالمية في الهندسة الطبية ومن هنا بدأت التفكير بالمشاركة في المسابقات العالمية.من جهتها استذكرت اختها المصابة غزل ذات 14 عاماً سعادتها لحظة ارتدائها الجهاز لأول مرة وتمكنها من الوقوف والمشي مشيرة إلى أنها بفضل اختراع أختها تحولت من محتاجة للمساعدة إلى قادرة.غزل التي كانت قبل الإصابة لاعبة رياضة الجمباز تحضر الآن لامتحان شهادة التعليم الأساسي إلى جانب ممارسة هواية الرسم التي اكتشفتها حديثاً لتعبر عن مشاعرها حيث حولت برسوماتها وألوانها غرفتها إلى مملكة خاصة زينتها بالألوان التي تبعث فيها الحيوية والنشاط كما تقول.وختمت غزل التي تحلم بأن تصبح مصممة أزياء عالمية أو مهندسة معمارية حديثها بالقول “لولا أختي لكنت مثل هذا الكرسي جامدة .. وبنجاحي سأرد الجميل لأختي وأمي العظيمة التي استمرت طيلة سنوات إصابتي وحتى الآن تحملني خمسة طوابق للخروج من المنزل لتوصلني إلى المدرسة وتزودني دائماً بروح التفاؤل لتجاوز كل الصعاب”.
سانا